كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

وقلت في الأترج والنارنج:
(ترى النارنجَ في ورقٍ نضيرٍ ... فتحسبهُ عقيقاً في زبرجدِ)
(وأترجٌ على الأغصان يزْهى ... كما رفعَ الفتى قنديلَ عسجد)
وقال بعضهم في دستنبوية:
(يا حَبذا تحيةٌ ... رحت بها مسرورا)
(مخزنة من ذهبٍ ... قد مُلئت كافورا)
وقال غيره في الليمون:
(وقهوة تزهرُ في السراج ... نشربها على كراتِ عاج)
(ملبسات أصفر الديباج ... )
وقلت فيه:
(أحدقَ ليمونٌ بأترجه ... كأنجمٍ تحدقُ بالبدر)
(مخروطة الأجسادِ من فضةٍ ... ملبسات قُمصَ التبرَ)
(قد شدَ من هاماتها زِرُّها ... يا عجباً من ذلك الزِّرِّ)
(اشرب عليها وتمتعْ بها ... فإنها من تحفِ الدهرِ)
ولبعض الكتاب رسالة في التفاح ليس لها نظير في معناها وهي التي
أخبرنا بها أبو أحمد قال
أخبرنا الجلودي قال حدثنا أحمد بن أبي طاهر قال أهدى ظريف من الكتاب تفاحة وكتب: لما رأيت تنافس أحبابك وثقات أصدقائك على الهدايا وتواتر ألطافهم عليك تفكرت في هدية تخف مؤنتها ويعظم خطرها ويجل موقعها تجمع الخصال المحمودة وتنظم الخلال المرموقة فلم أجد شيئاً يجتمع فيه ما أحببنا ويكمل له ما وصفنا غير التفاح فأهديت إليك منه واحدة وأحببت أن أنبهك على فضلها وأقفك على نبلها وأكشف لك عن سرائرها وأعرفك لطائف معانيها وأنعت لك مقالة الأطباء فيها وما نظمت الشعراء في مدحها حتى تراها بعين الجلالة وتنظر إليها نظر الصيانة فإنه يحكي عن أمير المؤمنين المأمون أنه قال: اجتمع في التفاح الصفرة الدرية والحمرة الخمرية الذهبية وبياض الفضة ونور القمر يلتذبها من الحواس ثلاث العين لحسن لونها

الصفحة 33