كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

وقلت في التفاح:
(ليسَ ريحُ التفاحِ عندي بريحٍ ... لا ولكنهُ صَديقٌ لروحي)
(حمرةُ الخدَ واخضرارُ عذارِ ... فمليحٌ يطوفُ حَولَ مليحِ)
وقال نصر بن أحمد:
(أكلتُ تفاحة فعاتبني ... فتىً رآها كخدّ معشوقه)
(فقال خَدُ الحبيبِ تأكلهُ ... فقلتُ لا بل أمصُ من ريقه)
وقال السري:
(لو جُمدت راحنا اغتدت ذهباً ... أو ذابَ تفاحُنا غدا راحا)
وقلت في الرمان ولاأعرف فيه شيئاً مرضياً:
(حكى الرمانُ أولَ ما تبدَّى ... حقاقَ زبرجدِ يحُشينَ دُرا)
(فجاءِ الصيفُ يحشوهُ عقيقاً ... ويكسوهُ مرورُ القيظِ تبرا)
(ويحكي في الغصونِ ثديَ حُور ... شققنَ غلائلاً عنهن خضرا)
وقلت في خوخة:
(وخوخةٍ ملء يدِ الجانيهْ ... تملكُ لحظَ الأعينِ الرانيهْ)
(مصفرة الوجنةِ محمرّة ... كأنها عاشقةٌ ساليه)
وأجود ما قيل في العنب قول ابن الرومي:
(ورازقيّ مخطَفِ الخصورِ ... كأنه مخازنُ بلور)
(قد ملئتْ مسكاً إلى الشطورِ ... وفي الأعالي ماءُ وردٍ جُوري)
(لم يبقِ منها وهَجُ الحرورِ ... إلا ضياءً في ظررف نور)
(له مذاقُ العسل المشورِ ... وبردُ مسَ الخصر المقرورِ)
(ونفحةٌ المسك مع الكافورِ ... لو أنهُ يبقى مع الدهور)
(قرّط آذانَ الحسانِ الحورِ ... )
وقال في معناه

الصفحة 37