كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(ورازقي مخطف خصورهُ ... قد أينعت أنصافهُ الأسافل)
(كأنها مخازنٌ مملوءةٌ ... من ماءِ وردٍ فيهِ مسكٌ ثافلُ)
لا يزيد على هذا الوصف أحد. ودخل أعرابي على هشام بن عبد الملك فقال له هشام ما أطيب العنب عندكم؟ قال ما أخضر عوده وغلظ عموده وسبط عنقوده ورق لحاؤه وكثر ماؤه. فقال له كم عطاءك؟ فقال ألفين فسكت ساعة ثم قال له كم عطاؤك؟ قال ألفان. قال فلم لحنت أولاً؟ قال لم أشته أن أكون فارساً وأمير المؤمنين راجلاً لحنتَ فلحنتُ ونحوتُ فنحوتُ. فاستحسن أدبه وأجازه. وقلت:
(باكرَنا الدهرُ بسرَّائِه ... وكفَ عنا بأسَ بأسائه)
(وجاءنا أيلولُ مستبشراً ... يثني على الدهرِ بآلائه)
(أما ترى الرقةَ في جوهِ ... تناسبُ الرقةَ في مائه)
(أنظر إلى أنواعِ أثمارهِ ... قد ضمها في بُردِ أحشائه)
(راحت عليها نسماتُ الصبا ... تقرصها في بردِ أفنائه)
(أما ترى حسنَ ملاحيهِ ... يُهدي إلى بهجةِ شعرائه)
(أنظر إلى رُمَّانه ضاحكا ... حمراؤهُ في وجهِ بيضائه)
وقال ابن المعتز في العنب:
(ظلت عناقيدُها يخرجنَ من ورق ... كما اختبى الزنجُ في خضرٍ من الأُزرِ)
ويروى لابن المعتز في التفاح:
(وتفاحةٍ صفراءَ حمراءَ غضة ... كخدِّ مُحبٍ فوقَ خدِّ حبيبِ)
(أحبابها طوراً وأشربُ مثلها ... من الراح في كفي أغن ربيبِ)
وقلت في النارنج:
(روضٌ زهاهُ المزنُ في كراتهِ ... بمكفرٍ ومزعفرِ ومُضرَّجِ)
(فتبسّم النارنجُ في شجراتهِ ... مثلَ العقيقِ يلوحُ في الفيروزج)

الصفحة 38