كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

ولا أعرف في النخل من شعر المحدثين أجود من هذه الأرجوزة. وقلت:
(ونخيل وقفنَ في معطفِ الرملِ ... وقوفَ الحبشانِ في التيجانِ)
(شَربتْ بالأعجازِ حتى تروت ... وتراأت بزينةِ الرحمان)
(طلعَ الطلعُ في الجماجم منها ... كأكفّ خرجنَ من أردانِ)
(فتراها كأنها كُمتُ الخيلِ ... توافت مصرةَ الآذان)
(أهو الطلعُ أم سلاسلُ عاج ... حُملت في سفائن العقيان)
(ثم عادت شبائهاً تتباهى ... بأعلى شبائه ... بأعالي أقران)
(خرزاتٌ من الزبرجد خضرٌ ... وهبتها السلوكُ للقضبان)
(ثم حال النجارُ واختلفَ الشكلُ ... فلاحت بجوهرٍ ألوان)
(بينَ صُفرٍ فواقع تتباهى ... في شماريخها وحُمرٍ قواتي)
وقال بعض العرب
(طلعاً كآذان الكلابِ البيض ... )
وقال ابن المعتز في الرطب:
(كقطع العقيقِ يانعاتِ ... بخالصِ التبرِ مُنوَعاتِ)
وأخبرنا أبو أحمد قال
أخبرنا أبو بكر بن دريد قال
أخبرنا السكنُ بن السعيد قال
أخبرنا محمد بن عباد قال تكلم صعصعة عند معاوية بكلام أحسن فيه فحسده عمرو بن العاص فقال: هذا بالتمر أبصر منه بالكلام، قال صعصعة: أجل أجوده ما دق نواه ورق سحاؤه وعظم لحؤه والريح تنفجه والشمس تنضجه والبرد يدمجه ولكنك يا ابن العاص لا تمراً تصف ولا الخير تعرف بل تحسد فتقرففقال معاوية رغماً فقال عمرو أضعاف الرغم لك وما بي إلا بعض ما بك. ومن الغلو في صفة التمر ما
أخبرنا به أبو أحمد عن ابن الأنباري عن إسماعيل ابن إسحاق القاضي عن أبي نصر قال قال الأصمعي قيل للقاضري أي التمر أجود؟ قال: الجرد الفطس الذي كأن نواه ألسن الطير تضع الواحدة في فمك فتجد

الصفحة 41