كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

حلاوتها في كعبك يعني الصيحاني. وقال الخباز البلدي:
(ذرَى شجر للطيرِ فيه تشاجرٌ ... كأنّ بناتِ الوردِ فيهِ جواهرُ)
(كأن القمارِى والبلابلَ بينها ... قيانٌ وأوراقُ الغصونِ ستائر)
(شربنا على ذاك الترنّمِ قهوةً ... كأن على أحداقِها الدُرُ دائرُ)
وقال غيره:
(أيُّ يوم لنا على التلَ بالماه ... وعيش تضيقُ عنهُ النعوتُ)
(وردَ الدرُ فيهِ في شجرِ اللوزِ ... وفي الخوخ وردَ الياقوتُ)
وقلت:
(ظل يسقي حدائقاُ وجناناً ... يا لها من حدائقٍ وجنانِ)
(خطرت بينها الرياحُ سُحيراً ... فتناصت تناصيَ الأقران)
(وتناجى الغصونُ فيها سِراراً ... وتنادَى الطيورُ بالإعلان)
(فتناجي الغصونِ شبهُ عتابٍ ... وتنادِي الطيورِ مثلُ أغاني)
(من كرومٍ تمايلت بعناقيدٍ ... كجعدِ الزنوجِ والحُبشان)
(ومُلاحيةً تميلُ أخرى ... كوجوهِ الخرائد الغُرَّان)
(كلآلي تشبثت بلآلٍ ... وبنانٍ تشبَّكت ببنانِ)
(فهيَ كالنجم في فروعِ كرومٍ ... وهي كالشمسِ في بطونِ الدنانِ)
وقلت في البطيخ:
(وجامعةٍ لأصنافِ المعاني ... صلحنَ لوقتِ إكثارٍ وقله)
(وأحداهنَ تبرزُ في عباءٍ ... وأخراهن في حِبَرٍ وحُلَة)
(ومنها ما تشبَهُهُ بُدوراً ... فإنْ قطَّعتها رجعت أهله)
وقلت:
(ولونٍ واحد يلقي ... فيأتينا بألوان)
(بسمرانٍ وسودانٍ ... وحمرانٍ وصُفرانِ)
(كوشي في يَديْ واشٍ ... وشَهدٍ في يَدْي جاني)

الصفحة 42