كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(فمن أدم ومن نقلٍ ... وريحانٍ وأشنانِ)
وأنشدنا أبو أحمد في الكرم:
(لهنَ ظلٌ باردُ الودائق ... يحملنَ لذاً طعمهُ للذائقِ)
(كأنها غدائرُ العواتق ... تناطُ في حجرٍ من المعالقِ)
(كأنها أناملُ الغَرانق ... )
وهو من قول الآخر
(يحملنها بأنامل النقران ... )
وقلت في اللُفاح:
(انظر إلى اللُّفَّاح تنظرُ معجباً ... يجلو عليك مُفَضَضاً في مُذهب)
(يعلو مفارقةُ قلانسُ أخفيت ... من تحتهنَّ دراهمٌ لم تضربِ)
وقلت في قصب السكر ولا أعرف فيه شيئاً لأحد:
(وممشوقةِ القاماتِ بيض نحورها ... وخُضر نواصيها وضفر جُسومها)
(لها حقبٌ لا تستطيعُ أطّراحَها ... وليس يطيقُ سلَبها من يرومُها)
(وهنَّ رِماحٌ لا تريقُ دَمَ العدى ... ولكن يُراقُ في القدور صميمها)
(يميل على أعرافها عذاباتها ... كحورٍ تناصي هندهُا ورميمُها)
(تناهى بها الأدراكُ حتى كأنها ... يُعلُ بماءِ الزعفرانِ أدِيمُها)
(ترى الريح يُغريها بنجوَى خفِيَّة ... إذا ما جرى قَصرَ العشيّ نسيمُها)
ومن جيد ما قيل في الَسدر والطلح قول بعضهم:
(لم ترَ عَيْنا ناظرٍ مَنظراً ... أحسن من أفنانِ طلح مَروح)
(كأنها والريحُ تسمُو بها ... ألويةٌ منشورةٌ للفُتوحِ)
(وسِدرة مدّت بأفنانها ... على سواقٍ كمتونِ الصفيحِ)
إلا أن قوله (للفتوح) فضلٌ لا يحتاج إليه لأن الألوية إذا نشرت للفتوح مثلها إذا نشرت لغير الفتوح فذكر الفتوح لغو. وإنما أورد في هذا الكتاب مثل هذا الشعر لأن غيري اختارها فأريدُ أن

الصفحة 43