كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

أدلَ على موضع العيب فيه ليوقف عليه. ومن جيد ما قيل في النبق قول بعضهم:
(أتاني فحيَّاني بنبقٍ كأنهُ ... حُليُ عروسٍ زان ليتاً وأخدعا)
(يأ حمرَ كالياقوتِ يقطر ماءهُ ... وأصفرَ كالعقيان ضَمَّهما معا)
وقال آخر:
(أقبلَ تحتَ الليل كالظبيِ الغَرق ... بالراح والرَّيْحان والمسكِ عَبِق)
(فجادَ بالوصلِ وحيَّا بالنبق ... وقلتُ نبقى هكذا ونتفق)
(ما اخضرَّ عودٌ أبداً لا نفترق)
وقلت في النبق:
(جلى الربيعُ علينا ... كواعباً أبكاراً)
(مُتوَّجات عقيقاً ... مسورات نهارا)
(ترى لهنَ من الورد ... شوذراً وخمارا)
(أهدى لنا جوهراتٍ ... تحيرُ الأبصارا)
(يا حسنَ حمرٍ وصفرٍ ... تريك جمراً ونارا)
(قد راقَ ذاك احمراراً ... وراع ذاك اصفرارا)
(وخلتُ هذا عقيقاً ... وخلتُ ذاك نُضارا)
(وذاك شهداً مشاراً ... وذاك راحاً عُقارا)
(لو كان يبقى سليماً ... نظمتُه تقصارا)
وقلت في المشمش ولا أعرفُ فيه لأحد شيئاً مرضياً:
(جنيتها والصبحُ وردىُ العَذَب ... بنادقاً مخروطةً من الذهبِ)
(قد ضُمَنت أمثالها من الخشب ... والتفَ منها خشبٌ على غَربِ)
(وصار منهُ السمُ حشواً للضرب ... فهي لعمري عجبٌ من العجبِ)
الغرب الفضة، والضربُ العسل. ولا أعرف في التين أجود من قول القائل:

الصفحة 44