كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(أهلاً بتينٍ جاءنا ... مُبتسماً على طبقِ)
(يحكي الصباحَ بعضهُ ... وبعضهُ يحكي الغسق)
(كسفرٍ مضمومةٍ ... قد جُمعت بلا حلق)
وقال الحلبي في الفستق:
(من الفستقِ الشامي كلُ مصونةٍ ... تصانُ من الأحداثِ فيٍ بطنِ تابوتِ)
(زبرجدة ملفوفة في حريرةٍ ... مضمنهُ دُراً مُغشى بياقوتِ)
وقلت في خيارة:
(زبرجدةٌ فيها قراضةُ فِضةٍ ... فإن رجعتْ تِبراً فقد خَسَّ أمرُها)
(تلم بناطورينِ في كلَ حجةٍ ... فيكثر فينا خَيْرُها ثم شرُّها)
(فعند المصيفِ ليسَ يفقدُ نفعَها ... وعندَ الخريفِ ليسَ يؤمنُ ضرُّها)
وأما ذمُ البساتين فمن أجود ما قيل فيه قول ابن الرومي:
(للهِ ما ضَيَّعْتُه من الشجرِ ... أطفالُ غرسٍ تُرتجى وتُنَتظر)
(ومُعجباتٍ من بقولٍ وزهر ... مصفرةٌ قد هرِمت لا من كبر)
(في بقعةٍ لا سِقَيتْ صوبَ المطر ... حالِقةٌ لنبِتها حلقَ الشعَر)
(ضميرُها النارُ وإن لم تستعر ... كلُ امرئ غيري من هذا البشر)
(بستانهُ أثني وبُستاني ذكر ... )
ومما يجري مع هذا قول الأعرابي:
(مُطرنا فلما أن روينا تهادرت ... شقاشق فيها رائبٌ وحليب)
(ورامت رجالٌ من رجالٍ ظلامةً ... وعدتَ ذحولٌ بيننا وَذنُوبُ)
(ونصَّت ركابٌ للصبا فتروحَّتْ ... ألا ربما هاجَ الحبيبَ حبيبُ)
(بني عمنا لا تُعجلِوا نضبَ الثرى ... قليلاً ويشفي المترفينَ طبيبُ)
(ولو قد تولى الضبُ وامترت القرى ... وحنَّت ركابُ الحيّ حين تؤوبُ)

الصفحة 45