كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(تسيرُ على مثلِ الملاءِ منشراً ... وآثارها طُرزٌ وأطرافها حُمرُ)
أجود ما قيل في اصطفاف الخيل قول الأسعر:
(وكتيبة لبّستها بكتيبةٍ ... حتى تقولَ نساؤهم هذا الفتى)
(يخرجنَ من خللِ الغبار عوابساً ... كأناملِ المقرور أقعى فأصطلى)
(يتخالسونَ نفوسهم برماحهم ... فبمثلهم باهى المباهي وانتمى)
ومن أجود ما قيل في انصباب الخيل في الغارة قول ضمرة بن ضمرة:
(والخيلُ من خَلل الغبارِ خوارجٌ ... كالتمر ينثرُ من جِراب الجرمِ)
وقال آخر:
(ورُبَتَ غارةٍ أوضعتُ فيها ... كسحَ الخزرجيّ جرَيم تمرِ)
وقد أحسن الأعرابي في قوله:
(نُقاذفُ بالغاراتِ عبساً وطئياً ... وقد هربت منا تميمٌ ومذْحجُ)
(بغزوٍ كولغ الذئبِ غادٍ ورائح ... وكسرٍ كصدع السيفِ لا يتعرجُ)
وقال أبو فراس:
(وسمرٍ أعاد يلمعُ البيض بينهم ... وبيض أعادٍ في أكفهمُ السمرُ)
(وخيل يلوحُ الخيرُ بينَ عُيونها ... ونصلٍ إذا ما شمتهُ نزلَ النصر)
(وقوم متى ما ألقهم رَوِيَ القنا ... وأرضٍ متى ما أغزها سبعَ النسر)
ومن أبلغ ما قيل في إعمال السيف قول عمرو بن كلثوم:
(كأن سيوفنا فينا وفيهم ... مخاريقٌ بأيدي لاعبينا)
وقول قيس بن الخطيم
(كأنّ يدَي بالسيفِ مخراقُ لاعبِ)
ومن أحسن ما قيل في الضرب قول الحماني:
(وإنا لتصبحُ أسيافنا ... إذا ما انتضين ليوم سُفوك)
(منابرهنَ بُطونُ الأكفَ ... وأغمادُهنَ رؤوسُ الملوكِ)

الصفحة 50