كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(وكانت نواحيهِ كثافاً فلم تزل ... تحيَّفُها حتى كأنك مبردُ)
(تفرقُ عنهُ بالمكايدِ جندهُ ... وتزدارهم جنداً وجيشُك محصّد)
(سكنت سكوناً كان رَهناً بوثبةٍ ... عماسٍ كذاك الليثُ للوثبِ يلبدُ)
(فما رمتهُ حتى أستقلَ برأسه ... مكان قناةِ الظهرِ أسمرُ أجردُ)
(مناك له مقدارهُ فكأنما ... تقوضَ ثهلانٌ عليهِ وصِنْددُ)
فقال صندد بفتح حرف الردف وهو خطأ وليس في العربية فعلل إلا درهم وهجرع وهو الطويل الأحمق، وهبلع وهو الكثير البلع، وقلعم وهو الكثير القلع للأشياء، وكان بنى قصيدته على فتح الردف ولم يلزمه ذلك وكابر على فتح صندد ورمدد وهما مكسوران فزعم محمد بن حبيب أنه رواهما بالفتح وكابر أيضاً على فتح الراء من درم في قصيدته التي أولها:
(أفيضا دماً ان الرزايا لها قِيم ... )
وإنما هو (درم) . وأحسن ما قيل في الكيد والحرب قول أبي تمام:
(هززتَ له سيفاً من الكيدِ إنما ... تُجذُّ به الأعناقُ ما لم يجرّدِ)
(يسرُ الذي يسطو بهِ وهو مغمدٌ ... ويفضحُ من يسطو به غيرَ مُغَمدِ)
يقول إن أخفيت الكيد ظفرت وسررت وإن أطهرته افتضحت وخبت وقد أحسن في وصف الرماح حيث يقول:
(أنهبتَ أرواحهُ الأرماح إذ شُرِعت ... فما تُردُ لريبِ الموتِ عنهُ بدُ)
(كأنها وهي في الأرواحِ والغةٌ ... وفي الكُلى تجدُ الغيظَ الذي يجدُ)
(من كلَ أزرقَ نطارٍ بلا نظرٍ ... إلى المقاتلِ ما في متنهِ أودُ)
(كأنه كان خِدنَ الحبَ مُذ زمنٍ ... فليس يعجزهُ قلبٌ ولا كبدُ)
ويُشبه بياض السيف بالملح فمن أجود ما قيل فيه قول النمري:
(ذكرٌ يرونقه الدماءُ كأنما ... يعلو الرجالَ بأرجوان فاقع)

الصفحة 56