كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(وترى مضارب شفرتيهِ كأنها ... ملحٌ تناثرَ من وراءِ الدارعِ)
ويُشَبَه الفرند بمدبَ الذر فمن قديم ما قيل فيه قول امرئ القيس:
(متوَسداً عَضْباً مضاربُه ... في متنهِ كمدبةِ النملِ)
وقول أوس بن حجر:
(وذو شطباتٍ قدهُ ابن مُجدَع ... له رونقٌ ذرِّيه يتأكلُ)
(وأشبرنيه الهالكيُّ كأنه ... غديرٌ جرى في متنهِ الريحُ سلسلُ)
(وأخرج منه القينُ أثراً كأنه ... مَدَبُ دُباً سودٍ سرى وهو مسهلُ)
وقال ابن المعتز وأبدع:
(وَجَرَدَ من أغمادهِ كلَ مرهَفٍ ... إذا ما انتضته الكفُ كاد يسيلُ)
(ترى فوقَ متنيهٍ الفرندَ كأنما ... تنفسَ فيهِ القينُ وهو صقيلُ)
وقال إسحاق بن خلف:
(ألقي بجانبِ خصرهِ ... أمضى من الأجلِ المُتاح)
(وكأنما ذرَ الهباءَ ... عليه أنفاسُ الرِّياحِ)
وقال قيسُ بنُ الخطيم:
(أجالدُهم يومَ الحديقةِ حاسراً ... كأن يدي بالسيفِ مخراقُ لاعِبِ)
(بسيفٍ كأن الماءَ في صفحاتهِ ... طحاريرُ غيمٍ أو قُرونُ جنادبِ)
أخذه ابنُ المعتز فقال:
(ولي صارمٌ فيهِ المنايا كوامنٌ ... فما يُنتضَى إلا لسفكِ دماءِ)
(ترى فوقَ متنيهِ الفرندَ كأنه ... بقيةُ غيمٍ رقَ دونَ سماءِ)
وقد أجاد ابن الرومي في قوله:
(خيرُ ما استعصمت بهِ الكفُّ عضبٌ ... ذكرٌ متنهُ أنيثُ المهزَ)
(ما تأمَّلْتَه بعينِك إلاّ ... أبرقت صفحتاهُ من غيرِ هزَ)
(مثله أفزعَ الشجاعَ إلى الدرع ... فغالي به على كلَ بزَ)

الصفحة 57