كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(لها عَولةٌ أولى بها من تصيبهُ ... وأجدرُ بالأعوالِ من كان موَجعا)
وهذا مثل قوله في امرأة:
(تُشكي المحبَ وتلفى الدهرَ شاكيةً ... كالقوسِ تصمي الرَّمايا وهي مِرنان)
وقال المتنبي في سداد الرمي:
(يُصيبُ ببعضها أفواقَ بعض ... فلولا الكسرُ لا تصلت قضيبا)
وقال الراجز في ضد ذلك:
(مستهترٌ بالرمي واهٍ عضدهُ ... يطيعهُ القلبُ وتعصيهِ يَدهْ)
(أحصن شئ يومَ يرمي طرَده ... كأنهُ فؤاده أو كبده)
وقال ابن الرومي في سهام:
(وكل ابن ريح يسبقُ الطرفَ معجه ... مروقٌ ومنزوعٌ لدى حَومَةِ الجذبِ)
(صنيعٌ مريشٌ قَومَ القينُ متنهُ ... فجاءَ كما سُلَ النخاعُ من الصلبِ)
(يغلغلهٌ في الدرع نصلٌ كأنهُ ... لسانُ شُجاع محرج هَم بالسلبِ)
وقال ابن المعتز في قوس البندق:
(وماءٍ به الطيرُ مربوطةٌ ... تحاكي الحلىَ بأطواقها)
(غدونا عليهِ وشمسُ النهار ... لن تكسهُ ثوبَ إشراقها)
(فظلنا وظلتُ عيونُ القسيِّ ... ترمي الطيورَ بأحداقها)
وقد أحسن القائل في صفة الرماح على العواتق:
(ترى غابةَ الخطَى فوقَ رؤوسهم ... كما أشرقت فوقَ الصوارِ قرونها)
ومما يجري مع ذلك قول أبي فراس بن حمدان:
(وما الذنبُ إلا العر يركبهُ الفتى ... وما ذنبهُ إن جاوزتهُ المطالبُ)
(ومن كان غير السيفِ كافل رزقهِ ... فللذلَ منهُ لا محالةَ جانب)
وما جاء عن أهل الجاهلية في النشاب شئٌ إلا قول سيف بن

الصفحة 61