كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(عدوتُ على المأمونِ صُبحاُ وإنما ... غدا المركبُ الميمونُ تحتَ المظفَّرِ)
(إذا زمجرَ النوتي فوقَ علاتهِ ... رأيت خطيباً في ذُؤابةِ منبرِ)
(يَغضُّونَ دُونَ الاستنامِ عيونهم ... وقوفَ السماطِ للعظيم المؤمَّر)
(إذا ما علت فيه الجنوب اعتلى له ... جناحا عُقابٍ في السماءِ مُهجَّر)
(إذا ما انكفا في هبوةِ الماءِ خلتَهُ ... تلفعَ في أثناء بُردٍ محبرِ)
(وحولك ركابونَ للهولِ عاقروا ... كؤوسَ الردى من دارعينَ وحُسر)
(تميلُ المنايا حيثُ مالت أكفُّهم ... إذا أصلتوا حدَ الحديدِ المذكَر)
(إذا رشقوا بالنارِ لم يكُ رشقُهم ... ليُقلعَ إلا عن شِواء مُقترِ)
(صدمتَ بهمُ صهبَ العثانين دونَهمُ ... ضِرابٌ كايقاد اللظى المتسعر)
(كأن ضجيجَ البحرِ بينَ رماحِهم ... إذا اختلفت ترجيعُ عودٍ مُجرجر)
(تُقاربُ من زَحفَيهم فكأنما ... تؤلفُ من أعناقِ وحشٍ منفرِ)
(فما رحت حتى أجلت الحرب عن طُلي ... مقطعةٍ فيهمَ وهامٍ مُطير)
(على حينَ لا نقعٌ يطوِّحُه الصَّبا ... على الأرضِ يلقي للصَّريعِ المقطر)
(وكنتَ ابن كسرى قبلَ ذاك وبعدهُ ... ملّياً بأن تُوهي صَفَاة ابنِ قيصر)
(جدحتَ له الموتَ الزعافَ فعافهُ ... وطار على ألواحِ شَطْبٍ مسمِّرِ)
(مضى وهو مولي الريحَ يشكرُ فضلها ... عليه ومن يولي الصنيعة يشكرِ)
ومن أجود ما قيل في السهم من قديم الشعر قول عنترة:
(أبينا فما نُعطي السواد عدونا ... قياماً بأعضادِ السراء المعطّفِ)
(بكلَ هتوفٍ عجسها رَضوية ... وسهم كسيرِ الحميريَ المؤنفِ)
وقال راشد بن شهاب اليشكري:
(ونبلٍ قران كالسيور سلاجِمٍ ... وفلقٍ هتوفٍ لا سقىٍ ولا نَشَم)

الصفحة 64