كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(ومُطردِ الكعبين أحمر عاتر ... وذات قتيرِ في مواصلها دَرَم)
وصف النبل والقوس والرمح والدرع في بيتين فأحسن، والأدرم الأملس الذي لا حجم له، والسلاجم الطوال، والسقي الذي يشرب الماء، والنشم شجرٌ. ومن أجود ما قيل في البيض من قديم الشعر قول سلامة بن جندل:
(إذا ما علونا ظهرَ نشز كأنما ... على الهام مناقَيضُ بيض مفلًق)
وقول الآخر
(كأن نعام الدَوَباض عليهم ... )
ورواه بعضهم:
(كأن نعاج الجو باض عليهم)
فقيل له أخطأت من وجهين أحدهما أن النعاج لا تكون في الجو والآخر أنها لا تبيض. ومن أحسن ما قيل فيه قول ابن المعتز:
(وبيضٍ كأنصافِ البدورِ أبيةٍ ... إذا امتحنتهنَ السيوفُ خِيارُ)
فتشبيههاً بأنصاف البدور تشبيه غريبٌ مصيبٌ. أجود ما قيل في أتباع الرجال الرئيس في الحرب قول البحتري:
(حمرُ السيوفِ كأنما ضَربت لهم ... أيدي القيونِ صفائحاً من عسجدِ)
(في فتيةٍ طلبوا غُبارك أنهُ ... رهجٌ ترفّعَ عن طريقِ السؤددِ)
(كالرمح فيه بضعُ عشرةَ فقرة ... مُنقادة خلفَ السنانِ الأصيدِ)
وقد أحسن ابن هرمة في وقوله وهو في غير هذا المعنى:
(إذا شَدوا عمائمهم ثنوها ... على كرمٍ وإن سفروا أناروا)
(يبيعُ ويشتري لهمُ سواهم ... ولكن في الطعانِ هُمُ التجارُ)
ومن أجود ما قيل في صفة الشجاع الجواد قول الآخر:
(خُلِقت أناملهُ لقائم مُرهَفٍ ... ولبثَ عارفةٍ وذروة منسبرِ)
(يلقى الرماحَ بوجههِ وبصدرهِ ... ويُقيمُ هامتهُ مقام المغفرِ)
(ويقولُ للطِّرفِ اصطبر لشبا القنا ... فهدمتُ رُكنَ المجدِ إن لم تعقرِ)
(وإذا تأملَ شخصَ ضيفٍ مُقبلٍ ... متسربلٍ سربالَ ليلٍ أغبرِ)

الصفحة 65