كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(وما قادَ من قوم إلينا جيادَهم ... فنلقاهمُ إلا رجعنا نقودها)
وقلت في معناه:
(إلى ابن الأولى شادوا المعاليَ بالظُّبى ... وعَمُّوا البرايا باللُّهى والرغائبِ)
(إذا طلبوا رَوحَ الحياةِ وطيبها ... فبين سواقٍ للردَى وحواصب)
(إذ البيضُ في سُود القساطلِ أنجمٌ ... غواربُ تهوي في الطلى والغوارب)
(وتحملهم يومَ الكريهةِ ضُمرٌ ... تشولُ إلى الهيجاءِ شولَ العقارب)
(فكم وقفةٍ في الرّوعِ منهم وحملةٍ ... أثارت بناتِ الحتفِ من كلَ جانب)
(تَردُ الجياد تحت قسلطة الوغى ... جنائب أو تقتادُها في الجنائب)
(بابيض مصقولٍ كأن بحدِّه ... ضرائبَ من تصميمهِ في الضرائبِ)
ومن أجود ما قيل في كثرة الجيش قول الأخنس بن شهاب:
(بجأواءَ ينفي وردُها سَرعانَها ... كأن وميض البيضٍ فيها كواكبُ)
الجأواء: الكتبية يضربُ لونها إلى الكلفة وذلك من صدإ الحديد، والسرعان: الأوائل، يقول إن المياه لا تسعهم والأمكنة تضيقُ بهم فكلما نزل فرقة منهم رحل من تقدمهم. وقال أوس بن حجر:
(ترى الأرضَ منا بالفضاءِ مريضةً ... مُعضلةً منا بجمعٍ عرمرمِ)
التعضيل أن ينشب الولدُ في بطن أنه. ومثله قول النابغة:
(جمعٌ يظلُ بهِ الفضاء مُعضلاً ... يدعُ الاكامَ كأنهنَ صحاري)
وأعجب من هذا قول زيد الخيل:

الصفحة 68