كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(بجيشٍ تضلُ البلقُ في حجراتهِ ... ترى الأكم فيهِ سُجداً للحوافرِ)
(وجمع كمثلِ الليلِ مرتجس الوغى ... كثيرٌ تواليهِ سريعُ البوادرِ)
أخبرنا أبو أحمد عن العبشمي عن المبرد قال يروى عن حماد الراوية قال قالت ليلى بنت عروة بن زيد الخيل لأبيها كم كانت خيل أبيك حيث يقول
(بجيش تضل البلق في حجراته)
قال ثلاثة أفراس أحدها فرسه. قالوا وقتلت خثعم رجلاً من بني سليم بن منصور فقالت أخته ترثيه:
(لعمري وما عمري عليّ بهّين ... لنعمَ الفتى غادرتمُ آل خثعما)
(وكانَ إذا ما أوردَ الخيلَ بيشةً ... إلى جنبِ أشراجِ أناخَ فألجما)
(فأرسلها رهواً كأنَ رِعالها ... جرادٌ زهتهُ ريحُ نجدٍ فأتهما)
فقيل لها كم كانت خيل أخيك قالت اللهم لا أعرف إلافرسه. قوله (تضل البلقُ في حجراته) غاية في صفة الكثرة لأن البلق مشاهير فإذا خفي مكانها في جمع فليس وراءه في الكثرة شئ، والعرب تقول أشهر من فارس الأبلق، ورؤساء العرب لا يركبون البلق في الحرب لئلا ينم عليهم فيقصدوا بشر.
أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عُبيدة أن النبي & لما انصرف من بدر الموعد لم يلق كيداً وأصحابه سبعون راكباً وفيهم فرسان فرس الزبير وفرس للمقداد قال حسان بن ثابت:
(أقمنا على الرسِّ النزوع لياليا ... بأرعنَ جرارٍ عريض المبارك)
(ترى العرفجَ الحولي تذري أصوله ... مناسُم أخفافِ المطى الرواتك)
(إذا ارتحلوا عن منزلٍ خلتَ أنه ... قريبٌ المدى بالموسم المتعاركِ)
(نسيرُ فلا تنجو اليعافيرُ وسطنا ... وإن داءلت منا بشد مواشك)

الصفحة 69