كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(دعوا فلجاتِ الشام قد حالَ دونها ... ضرابٌ كأفواهِ المطيِّ الأواركِ)
(بأيدي رجالٍ هاجروا نحو ربهم ... وأنصاره حقاً وأيدي الملائكِ)
(إذا أقبل العضروط من أرضِ عالج ... فقولا لهُ ليس الطريقُ هنالك)
ورسول الله & يسمع ويضحك. ومثل هذا في ترهيب العدو حسن: وقال أبو دغفل بن شداد الكلابي في المعنى الذي تقدم:
(وأقبلَ عامرٌ من لبن سيراً ... إلينا ثم أقسمَ لا يَديم)
(بجمعٍ تهلكُ البلقاءُ فيهِِ ... فتنشدُ والمفضضةُ اللطيمُ)
ومن بليغ ما قاله محدث في كثرة الجيش وتكاثفه وإحتماعه قول أبي نواس:
(أمامَ خميسٍ أدجوانٍ كأنه ... قميصٌ محوكٌ من قنا وجيادِ)
الأدجوان: الأسود واشتقاقه من الدجى، وروي الأرجوان وهو الأحمر وقال البحتري:
(لما أتاك يقودُ جيشاً أرعناً ... يمشي عليهِ كثافةً وجموعا)
وقال ابن الرومي:
(فلو حصبتهم بالفضاء سحابةٌ ... لظل عليهم حَصبها يتدحرجُ)
وهو من قول قيس بن الخطيم: ... ) لو أنك تُلقي حنظلاً فوقَ بيضنا ... تدحرجَ عن ذي سامةِ المُتقاربِ)
السامُ: عرق الذهب الفضة وهو ههنا الطرائق المذهبة في البيض. وقلت:
(ولقد نقودُ الخيلَ تخطرُ بالقنا ... فتَصُبُهنَ على العدى آجالا)
(ما إن يلين لها مَدىً فتخالها ... تجري بطاءً إذ جَرَينَ عجالا)
وقال أبو عمرو بن العلاء أحسن ما قيل في صفة جيش قول النابغة:
(أو يزجروا مكفهراً لا كفاءَ له ... كالليلِ يخلطُ أصراماً بأصرامِ)
(تبدو كواكبهُ والشمسُ طالعةٌ ... نوراً بنورٍ وإظلاماً بإظلامِ)

الصفحة 70