كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

وقال أيضاً:
(لعمرك ما السيفُ سيفُ الكميّ ... بأخوفَ من قلمِ الكاتبِ)
(له شاهدٌ إنْ تأملتهُ ... ظهرتَ على سرِّه الغائبِ)
(أداةُ المنيةِ في جانبيهِ ... فمن مثلهِ رهبُ الراهبِ)
(سِنانُ المنيةِ في جانبٍ ... وسيفُ المنيةِ في جانبِ)
(ألم ترَ في صدرهِ كالسنانِ ... وفي الردفِ كالمرهفِ العاضبِ)
وقد أحسن الخالدي في قوله:
(ففي كفَ ليث الورَى للندَى ... وفي كفَ ليث الشرى في الغياضِ)
وقلت:
(أبيت بالليلِ غريب الكرى ... يأخذُ مني الدرسُ والكتبُ)
(وقيمُ الحكمةِ في أنملي ... يصوغُ ما يسبكهُ اللُّبُّ)
(أنفُ ضميري حينَ أرعفتهُ ... أفرغ ما ستوعبهُ القلبُ)
(لسانُ كِفي حينَ أنطقتهُ ... أرضاك منهُ المنطقُ العذبُ)
(منحفٌ في خَلقهِ ذابلٌ ... معظمٌ في فعلهِ ندبُ)
(إن لم يكن كالعضبِ في حدهِ ... فإنه في فعلهِ عضبُ)
(ينكسهُ المرءُ فيعلو به ... وربَ نكسٍ غِبُّهُ نصبُ)
(ومُذْ عرفنا لذةَ العلمِ لا ... يُعجبنا الحلوُ ولا العذب)
وقال البحتري في تفصيل السيف على القلم:
(ولما التقت أقلامكم وسيوفهم ... أبدت بُغاثَ الطير زرقُ الجوارحِ)
(فلا غرّني من بعدكم عزُ كاتبٍ ... إذا هو لم يأخذ بحجزة رامحِ)
ومن أحسن ما وصف به القلم قول أبي تمام في محمد بن عبد الملك الزيات:
(لك القلمُ الأعلى الذي بشباتهِ ... تنالُ من الأمر الكلى والمفاصلُ)
(لعابُ الأفاعي القاتلاتِ لعابهُ ... وأرْيُ جنى شارته أيد عواسل)
(له ريقةٌ طلَ ولكن وقعها ... بآثارهٍ في الشرقِ والغربِ وابلُ)

الصفحة 78