كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(فصيحٌ إذا استنطقتهُ وهو راكبٌ ... وأعجمُ إن خاطبتهُ وهو راجلُ)
(إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغتْ ... عليه شعابُ الفكر وهي حوافلُ)
(أطاعته أطراف الرماح وقوضت ... لنجواه تقويض الخيام الجحافل)
(إذا استفزر الذهن الذكي وأقبلت ... أعاليهِ في القرطاسِ وهي أسافل)
(وقد رفدته الخنصرانِ وسَدَّدت ... ثلاثَ نواحيهِ الثلاثُ الأنامل)
(رأيت جليلا شأنه وهو مرهفٌ ... ضنى وسميناً خطبه وهو ناحلُ)
وقد أحسن القائل في تشبيه أنامل الكاتب على القلم بالقلم أنشدناه أبو أحمد عن الصولي عن أحمد بن محمد بن إسحاق:
(ماضر من أضني بهجرانهِ ... قلبَ كئيب القلبِ حرَّانهِ)
(لو فرجَ الكربةَ عن مُدنفٍ ... تشُفُّهُ لوعة أحزانه)
(بِرقعةٍ ينْظمها كفه ... نظمَ لآليه ومرجانهِ)
(بمرهفِ الأحشاءِ ذي حُلةٍ ... موشيةٍ ترفعُ من شانهِ)
(لعابهُ يسرٌ وعسرٌ إذا ... جاد به تفليجُ أسنانهِ)
(إذا امتطاه بشبيهاتهِ ... كشَّف أسراراً بإعلانهِ)
(يركض في ميدانِ قرطاسهِ ... ركضَ جوادٍ وسطَ ميدانهِ)
وأحسن القصار في هذا المعنى يصف جاريةً كاتبةً اسمها علم:
(أفدى البنانَ وحسنَ الخطِّ من علمٍ ... إذا تقمعن بالحناءِ والكتمِ)
(حتى إذا قابلت قرطاسها يَدُها ... ترى ثلاثةَ أقلامٍ على قلمِ)
ومن أحسن ما قيل في الدواة والأقلام قول أحمد بن إسماعيل:
(في كفهِ مثلُ سنانِ الصعده ... أرقش بزَ الأفعوانُ جِلده)
(يلتهمُ الجيشَ اللهامَ وحده ... لو صادمَ الطودَ المنيفَ هَدّه)
(لو صافحَ السيفَ الحسامَ قدّه ... يأوي إلى ظئر لهُ مُحتدّه)

الصفحة 79