كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 2)

(قِوامُ مجد مالهُ قوامُ ... نِظامُ ملكٍ خانه النظامُ)
(أصاغرٌ شؤونها العظامُ ... )
ومن المختار في معناه قول الآخر:
(إنما الزعفران عطرُ العذراى ... وسوادُ الدّوِيّ عطرُ الرجالِ)
وقلت في سكين:
(أنجار وعدك في السكينِ مكرمةٌ ... غراء فضلك فيها غيرُ مجحودِ)
(أحسنْ بهِ أزرقاً في أبيضٍ يققٍ ... له مناطق من بيضٍ ومن سودٍ)
(خلفُ الوعيدِ حميدٌ لا يذمُ بهِ ... ولم يكن خلف موعودٍ بمحمود)
وكتب كافي الكفاة في ذم قلم فأبدع: وليس العجب إلا من قلم منيت به لا يستقر إذا تأنيت ولا يستمر إذا جريت طوله عرض وابرامه نقض تستغيث الحروف من التوائه وتستأنس السطور من استوائه إن قلت سر وقف وإن حثثته بالأنامل قطف فألفاظي في سنيه مأسورة ومعاني في شقيه محصورة وقد صبرت عليه ألبسه مع سوء عشرته واستمنحه مع فضل عسرته وأقول لعله يصلح بطول المداراة وعساه ينجح بكثرة المناوة وهو يزداد نفاراً ويتضاعف زللاً وعثاراً. ومما يدخل في هذا الباب قول كشاجم في غلام رآه يكتب ويخطئ فيمحو ما يخطه بريقه وهو:
(ورأيتهُ في الطرسِ يكتبُ مرةً ... غلطاً يواصلُ محوهُ برضا به)
(فوددتُ أني في يديهِ صحيفةٌ ... وودتهُ لايهتدي لصوابهِ)
وأخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن محمد بن زكريا الغلابي قال حدثنا مهدي ابن سابق قال رأى المأمون في يد جارية له قلماً وكان ذا شغفٍ بها واسمها منصف فقال:
(أراني منحتُ الودَ من ليسَ يعرف ... فما أنصفني في المحبةِ منصفُ)
(وزادتْ لدىَ حظوةً يومَ أعرضت ... وفي أصبعيها أسمرُ اللونِ أهيف)
(أصمّ سميعٌ ساكنٌ متحركٌ ... ينالُ جسيمات المدى وهو أعجفُ)

الصفحة 84