كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 2)
أم أنثى؟ أشقىّ أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمّه» .
خرّج ذلك البخارىّ في «صحيحه» فى باب القدر.
وقال الثعلبىّ في تفسير قوله تعالى (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ)
:
«قالت الحكماء: يشتمل الإنسان من كونه نطفة إلى أن يهرم ويموت على سبعة وثلاثين [1] حالا، وسبعة وثلاثين اسما [2] : نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظما، ثم خلقا آخر، ثم جنينا، ثم وليدا، ثم رضيعا، ثم فطيما، ثم يافعا، ثم ناشئا، ثم مترعرعا، ثم حزوّرا، ثم مراهقا، ثم محتلما، ثم بالغا، ثم أمرد، ثم طارّا، ثم باقلا، ثم مسيطرا، ثم مصرخا، ثم مختطّا، ثم صملّا، ثم ملحيا، ثم مستريما، ثم مصعدا، ثم مجتمعا.
وقال غيره:
ما دام الولد في الرّحم، فهو جنين؛ فإذا ولد، فهو وليد، وما دام لم يستتمّ سبعة أيام، فهو صديغ: لأنه لم يشتدّ صدغه إلى تمام السبعة؛ ثم مادام يرضع، فهو رضيع؛ فإذا قطع عنه اللبن، فهو فطيم، ثم إذا غلظ وذهبت عنه ترارة الرّضاعة، فهو جحوش.
قال الهذلىّ:
قتلنا مخلدا وابنى خراق ... وآخر جحوشا فوق الفطيم.
ثم إذا دبّ ونما، فهو دارج.
فإذا بلغ طوله خمسة أشبار، فهو خماسىّ.
فإذا سقطت رواضعه، فهو مثغور.
فإذا نبتت أسنانه بعد السّقوط، فهو مثّغر ومتّغر معا.
__________
[1] البيانات التالية بعده سبعة وعشرون فلعلها محرفة عنها.
[2] البيانات التالية بعده سبعة وعشرون فلعلها محرفة عنها.
الصفحة 11
373