كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 2)
وكرّى إذا نادى المضاف محنّبا ... كسيد الغضا نبّهته المتورّد.
وتقصير يوم الدّجن، والدّجن معجب، ... ببهكنة تحت الخباء المعمّد.
وسمع هذه الأبيات عمر بن عبد العزيز فقال: وأنا لولا ثلاث لم أحفل متى قام عوّدى: لولا أن أعدل في الرعيه، وأقسم بالسويّه، وأنفر في السّريّه.
وقال عبد الله بن نهيك، عفا الله تعالى عنه:
فلولا ثلاث هنّ من عيشة الفتى، ... وعيشك، لم أحفل متى قام رامس.
فمنهن سبق العاذلات بشربة ... كأنّ أخاها مطلع الشمس ناعس.
ومنهنّ تجريد الكواعب كالدّمى ... إذا ابتزّ عن أكفالهنّ الملابس.
ومنهن تقريط الجواد عنانه ... إذا ابتدر الشخص الخفىّ الفوارس.
وقيل ليزيد بن مزيد: ما السرور؟ فقال: قبلة على غفلة:
وقيل لحرقة بنت النعمان: ما كانت لذة أبيك؟ قالت: شرب الجريال، ومحادثة الرجال.
وقيل للحسن بن هانئ: ما السرور؟ فقال: مجالسة الفتيان، فى بيوت القيان، ومنادمة الإخوان، على قضب الرّيحان؛ ثم أنشد:
قلت بالقفص لموسى، ... ونداماى نيام:
يا رضيعى ثدى أمّ ... ليس لى عنه فطام!
إنما العيش سماع ... ومدام وندام.
فإذا فاتك هذا، ... فعلى الدّنيا السلام!
الصفحة 15
373