كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 2)

وسخام، إذا كان حسنا ليّنا.
ومغدودن، إذا كان طويلا ناعما.
وقال الأصمعىّ: من لم يخفّ شعره قبل الثلاثين لم يصلع أبدا؛ ومن لم يحمل اللحم قبل الثلاثين لم يحمله أبدا.
ومما وصف به الشعر، قال نصر بن أحمد، عفا الله تعالى عنه:
سلسل الشّعر فوق وجه، فحاكى ... ظلمة الليل فوق ضوء الصّباح.
وقال ابن الرومىّ:
وفاحم وارد يقبّل مم ... شاه إذا اختال مرسلا غدره.
قبل كاللّيل من مفارقه ... منحدرا لا يذمّ منحدره.
حتّى تناهى إلى مواطنه ... يلثم من كلّ موطئ عفره.
كأنّه عاشق دنا شغفا ... حتّى قضى من حبيبه وطره.
وقال فتح الدّين بن عبد الظاهر:
حلّ ثلاثا يوم حمّامه ... ذوائبا يعبق منها الغوال.
فقلت، والقصد ذؤاباته: ... يا سهرى في ذى اللّيال الطّوال!
وقال آخر:
قد علّق القلب بدبّوقة ... وجنّ منها فهو مفتون؟
واعجيا للعشق في حكمه ... بشعره قبّد مجنون.

الصفحة 18