كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 2)
وقال آخر:
رأيت على قدّ الحبيب ذؤابة ... فعينى على تلك الذّؤابة تهمع.
يقول لى الواشون: مالك باكيا؟ ... فقلت: بعينى شعرة فهى تدمع.
وقال آخر:
وشعرة عاينها ناظرى ... على قوام مائس الخطره.
فسال دمعا وهمى جفنه، ... والدّمع لا شكّ من الشّعره.
وقال آخر:
ولربّ ممشوق القوام تضمّه ... ممشوقة، فتعانقا غصنين.
أرخت ذوائبها وأسبل شعره، ... فتقابلا قمرين في ليلين!
ومما وصفت به شعور النساء؛ قال بكر بن النطّاح:
بيضاء تسحب من قيام فرغها ... وتغيب فيه فهو جثل أسحم.
فكأنّها فيه نهار ساطع، ... وكأنّه ليل عليها مظلم.
وقال آخر:
نشرت علىّ ذوائبا من شعرها، ... حذر الكواشح والعدوّ المحنق.
فكأنّنى وكأنها وكأنّه ... صبحان باتا تحت ليل مطبق.
وقال عمر بن أبى ربيعة:
سبته بوحف في العقاص كأنّه ... عناقيد، دلّاها من الكرم قاطف.
أسيلات أبدان، دقّاق حضورها، ... وثيرات ما التفّت عليه الملاحف.
الصفحة 19
373