كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 2)
وقال المتنبى:
ومن كلّما جرّدتها من ثيابها، ... كساها ثيابا غيرها الشّعر الوحف.
وقال أيضا:
دعت خلاخيلها ذوائبها، ... فجئن من فرقها إلى القدم.
وقال في أخرى:
نشرت ثلاث ذوائب من شعرها ... فى ليلة، فأرت ليالى أربعا.
واستقبلت قمر السماء بوجهها، ... فأرتنى القمرين في وقت معا.
وقد ألمّ في ذلك بقول ابن المعتزّ:
سقتنى في ليل شبيه بشعرها ... شبيهة خدّيها بغير رقيب.
فأمسيت في ليلين بالشّعر والدّجى، ... وشمسين من خمر وخدّ حبيب.
وقال ابن المعتزّ:
فلمّا أن قضت وطرا وهمّت ... على عجل بأخذ للرّداء،
رأت شخص الرّقيب على تدان ... فأسبلت الظّلام على الضّياء.
وغاب الصبح منها تحت ليل، ... وظلّ الماء يقطر فوق ماء.
وقال ابن لنكك:
هل طالب ثأر من قد أهدرت دمه ... بيض، عليهنّ نذر قتل من عشقا؟
من العقائل ما يخطرن عن عرض ... إلّا أرينك في قدّ قنا ونقا.
رواعف بخدود زانها سبج ... قد زرفن [1] الحسن في أصداغها حلقا.
__________
[1] زرفن صدغيه جعلهما كالزّرفين وهو حلقة الباب.
الصفحة 20
373