كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 2)
وقال العسكرىّ:
يودّ أنّ شيبه ... إذ جاء لا ينصرف.
يخلف ريعان الصّبا ... والموت منه خلف.
وقال ابن المعتزّ:
قد يشيب الفتى، وليس عجيبا ... أن يرى النّور في القضيب الرّطيب.
وقال أبو تمام:
ولا يؤرّقك إيماض القتير به ... فإنّ ذاك ابتسام الرأى والأدب.
وقال أبو الفتح البستى:
يا شيبتى دومى ولا تترحّلى ... وتيقّنى أنّى بوصلك مولع!
قد كنت أجزع من حلولك مرة، ... فالآن من خوف ارتحالك أجزع!
وقال آخر:
فأمّا المشيب فصبح بدا ... وأما الشّباب فليل أفل.
سقى الله هذا وهذا معا ... فنعم المولّى ونعم البدل!.
وقال أبو الفتح كشاجم:
تفكّرت في شيب الفتى وشبابه ... فأيقنت أن الحقّ للشّيب واجب.
يصاحبنى شرخ الشباب فينقضى، ... وشيبى لى حتّى الممات مصاحب.
وقال أبو العلاء السروىّ، شاعر اليتيمة:
حىّ شيبا أتى لغير رحيل، ... وشبابا مضى لغير إياب!
أىّ شىء يكون أحسن من عا ... ج مشيب في آبنوس شباب؟
الصفحة 23
373