كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 2)
القسم الأوّل فى اشتقاقه، وتسميته، وتنقلاته، وطبائعه، ووصفه، وتشبيهه.
والغزل، والنّسيب، والهوى، والمحبة، والعشق، والأسباب وفيه أربعة أبواب
الباب الأوّل من القسم الأوّل من الفن الثانى (فى اشتقاقه، وتسميته، وتنقلاته، وطبائعه، وما يتصل بذلك)
فأما اشتقاقه وتسميته، فقد اختلف الناس في ذلك: هل هو من الأنس الذى هو نقيض الوحشة، أو النّوس الذى هو نقيض السكون، أو الإيناس الذى هو بمعنى الإبصار، أو النّسيان الذى هو نقيض الذّكر.
قال الشريف السيد ضياء الدّين أبو السعادات هبة الله المعروف بابن الشجرى فى «أماليه» (فى المجلس التاسع عشر وهو يوم السبت سابع عشر رجب سنة أربع وعشرين وخمسمائةفى شرح قول أعشى تغلب:
وكانوا أناسا ينفحون فأصبحوا، ... وأكثر ما يعطونك النظر الشّزر.
قوله: «وكانوا أناسا ينفحون» وزن أناس فعال، وناس منقوص منه عند أكثر النحويين: فوزنه عال. والنقص والإتمام فيه متساويان في كثرة الاستعمال ما دام منكورا. فإذا دخلت عليه الألف واللام، التزموا فيه الحذف، فقالوا «الناس» ولا يكادون يقولون «الأناس» إلا في الشعر. كقوله:
إنّ المنايا يطّلع ... ن على الأناس الآمنينا.
الصفحة 5
373