كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 2)

ومنها: أن فيه ما يشاكل الجمعة، والشهر، والأيام، والسنة.
أما أيام الجمعة، فإن بدنه سبعة أجزاء، وهى اللحم، والعظام، والعروق، والأعصاب، والدّم، والجلد، والشعر.
وأما الشهور، فإن لبدنه اثنى عشر جزءا مدبرة: ستة منها باطنة؛ وهى الدماغ، والقلب، والكبد، والطّحال، والمعدة، والكليتان؛ وستة ظاهرة، وهى العقل، والحواسّ الخمس؛ فهذه الاثنا عشر مقابلة لشهور السنة.
وأما الأيام، فإن فيه ثلاثمائة وستين عظما؛ منها ما هو لبنية الجسد مائتان وثمانية وأربعون عظما. والإنسان ينقسم إلى أربعة أنواع: الرأس، واليدان، والبدن، والرجلان؛ ففى الرأس اثنان وأربعون عظما؛ وفي اليدين اثنان وثمانون عظما؛ وفى البدن أربعون عظما؛ وفي الرجلين أربعة وثمانون عظما؛ والباقى سمسمانية لسدّ الفروج التى تكون بين العظام. وفيه ثلاثمائة وستون عرقا.
وأما فصول السنة: فإن فيه أربعة أخلاط طبعها طبع الفصول الأربعة، فالدّم كالربيع في حرارته ورطوبته، والمرّة الصفراء كالصيف في حرّه ويبسه، والمرّة السوداء كالخريف في برده ويبنسه، والبلغم كالشتاء في برده ورطوبته. وهذه الأخلاط من أوّل مزاج الأركان التى هى العناصر الأربعة، وهى: النار، والهواء، والماء، والأرض.

الصفحة 9