كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 2)
وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ عُثمَانَ: إِنَّكُم قَد أَكثَرتُم، وَإِنِّي سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَن بَنَى مَسجِدًا لِلَّهِ تَعَالَى - قَالَ بُكَيرٌ: حَسِبتُ أَنَّهُ قَالَ يَبتَغِي بِهِ وَجهَ اللَّهِ -، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيتًا فِي الجَنَّةِ.
رواه أحمد (1/ 61 - 70)، والبخاري (450)، ومسلم (533)، والترمذي (318)، وابن ماجه (736).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أشرف وأعظم وأرفع، وكذلك في الرواية الأخرى: بنى الله له بيتًا في الجنة (¬1)، ولم يسمه مسجدًا. وهذا البيت هو - والله أعلم - مثل بيت خديجة الذي قال فيه: إنه من قَصَب، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَب (¬2)؛ يريد: من قصب الزمرَّد والياقوت، ويعتضد هذا بأن أجور الأعمال مضاعفة، وأن الحسنة بعشر أمثالها، وهذا كما قال في المتصدُّق بالثمرة: إنها تُربَّى حتى تصير مثل الجبل (¬3)، ولكن هذا التضعيف هو بحسب ما يقترن بالفعل من الإخلاص والإتقان والإحسان، ولَمّا فهم عثمان هذا المعنى؛ تأنَّق في بناء المسجد وحسَّنه وأتقنه، وأخلص لله فيه؛ رجاء أن يبنى له في الجنة قصر متقن مشرف مرفّع، وقد فعل الله تعالى له ذلك وزيادة، رضي الله عنه.
* * *
¬__________
(¬1) رواه أحمد (4/ 355 و 381)، والبخاري (1792)، ومسلم (2433) من حديث عبد الله بن أبي أوفى.
(¬2) رواه البخاري (1410).
(¬3) رواه أحمد (2/ 268 و 331)، والبخاري (1410)، ومالك في الموطأ (2/ 995) من حديث سعيد بن يسار رضي الله عنه.