كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 2)

[431]- وَعَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاةِ، يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ وَهُوَ إِلَى جَنبِهِ فِي الصَّلاةِ حَتَّى نَزَلَت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأُمِرنَا بِالسُّكُوتِ وَنُهِينَا عَنِ الكَلامِ.
رواه أحمد (1/ 463)، والبخاري (4535)، ومسلم (539)، وأبو داود (949)، والترمذي (455)، والنسائي (3/ 18).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال: شغلا كافيًا، أو مانعًا من الكلام وغيره. ويفهم منه التفرغ للصلاة من جميع الأشغال، ومن جميع المشوِّشات، والإقبال على الصلاة بظاهره وباطنه.
وقوله: حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}؛ القنوت ينصرف في الشرع واللغة على أنحاء مختلفة، يأتي بمعنى الطاعة، وبمعنى السكوت، وبمعنى طول القيام، وبمعنى الخشوع، وبمعنى الدعاء، وبمعنى الإقرار بالمعبود، وبمعنى الإخلاص. وقيل: أصله الدوام على الشيء؛ ومنه الحديث: قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا يدعو على قبائل من العرب (¬1)؛ أي: أدام الدعاء والقيام له. واللائق بالآية من هذه المعاني: السكوت والخشوع.
وقوله: ونهينا عن الكلام: هذا هو الناسخ لإباحة الكلام في الصلاة، وقد قدّمنا في حديث معاوية القول على أنواع الكلام الواقع في الصلاة.
* * *
¬__________
(¬1) رواه أحمد (3/ 115 و 261)، والبخاري (1002)، ومسلم (677)، وأبو داود (1444)، والنسائي (2/ 200) من حديث أنس رضي الله عنه.

الصفحة 147