كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 2)
[792]- وَعَن أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ قَالَ: كُنَّا عِندَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَرسَلَت إِلَيهِ إِحدَى بَنَاتِهِ تَدعُوهُ، وَتُخبِرُهُ أَنَّ صَبِيًّا لَهَا، أَوِ ابنًا لَهَا فِي المَوتِ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ارجِع إِلَيهَا فَأَخبِرهَا أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرهَا فَلتَصبِر وَلتَحتَسِب، فَعَادَ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّهَا قَد أَقسَمَت لَتَأتِيَنَّهَا. قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَامَ مَعَهُ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وَانطَلَقتُ مَعَهُم، فَرُفِعَ إِلَيهِ الصَّبِيُّ، وَنَفسُهُ تَقَعقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ، فَفَاضَت عَينَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعدٌ، مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: هَذِهِ رَحمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرحَمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.
رواه البخاري (1284)، ومسلم (923)، والنسائي (4/ 22).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يحتمل ذلك - والله أعلم - أن يكون بسبب صحّة إسلام أبي سلمة، وحسن هجرته.
وقوله: ونفسه تقعقع كأنها في شَنَّة. قال الهروي: يقال: تَقَعقَعَ الشيءُ: إذا اضطرب وتحرك، ويقال: إنه ليتقعقع لَحيَاه من الكِبَر. قال غيره: القعقعة هنا: صوت النَّفَس وحشرجة الصدر، ومنه: قعقعةُ الجلود، والتِّرسَة والأسلحة، وهي: أصواتها. والشَنّة: القِربة البالية، فكأنّه شبّه صوتَ نَفَسِه وقلقلته في صدره بصوت ما [ألقي] (¬1) في القربة [البالية] (¬2) اليابسة من الماء إذا حُرِّك فيها. ومن أمثالهم: لا يُقعقَع له بالشّنان؛ أي: لا يُقرَع بقرعه، كما يُفعل بالصبي.
وقوله: هذه رحمة؛ أي: رقِّةٌ يجدها الإنسان في قلبه، تبعثه على البكاء من خشية الله، وعلى أفعال البر والخير، وعلى الشفقة على المبتلى والمصاب، ومَن كان كذلك؛ جازاه الله برحمته، وهو المعنّي بقوله - صلى الله عليه وسلم -: إنما يرحم الله من
¬__________
(¬1) ساقط من (ع).
(¬2) ساقط من (ع).