كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 2)

(32) باب كيفية السجود
[389]- عَن أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: اعتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلا يَبسُط أَحَدُكُم ذِرَاعَيهِ انبِسَاطَ الكَلبِ.
رواه أحمد (3/ 115 و 177)، والبخاري (532)، ومسلم (493)، وأبو داود (897)، والترمذي (276)، والنسائي (2/ 211 - 212)، وابن ماجه (892).
[390]- وَعَنِ البَرَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سَجَدتَ فَضَع كَفَّيكَ، وَارفَع مِرفَقَيكَ.
رواه أحمد (4/ 283 و 294)، ومسلم (494)، والترمذي (271).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(32) ومن باب: كيفية السجود
قوله في حديث أنس: ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب؛ انبساط: مصدر - على غير مصَدرِ - يَبسُطُ، لكن لما كان انبَسَطَ من بَسَطَ؛ جاء المصدر عليه؛ كقوله: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِنَ الأَرضِ نَبَاتًا} كأنه قال: أنبتكم، فَنَبَتُّم نباتًا. ومثل هذا الحديث نهيه - عليه الصلاة والسلام - أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السَّبُعِ، ولا شك في كراهية هذه الهيئة، ولا في استحباب نقيضها، وهي التَّجنيح المذكور في الأحاديث بعد هذا من فعله - عليه الصلاة والسلام -، وهو التَّفرِيج والتَّخوِيَة. والحكمة في كراهية تلك واستحباب هذه: أنه إذا جَنَّح كان اعتماده على يديه فيخفّ اعتماده على وجهه، ولا يتأثر أنفه، ولا جبينه، ولا يتأذَّى بملاقاة الأرض، فلا يَتَشَوَّش هو في الصلاة، بخلاف ما إذا بسط يديه فإنه يكون اعتماده على وجهه، وحينئذٍ يتأذى، ويُخاف عليه التشويش. ووقع في رواية السمرقندي:

الصفحة 96