كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 2)

فيها البلاغ لمن يصغي فيعتبر
سر المشيئة في الأكوان محتكم ... يجر على طبق ما في العلم مرتقم
لا يدر ما الأمر لا لوح ولا قلم ... ولاحق في كل مقضي له حكم
وفي مطايا الليالي للورى عبر
وله
ظنوا العذار بخد ميمون الحلي ... نبتاً على وجناته قد بانا
لكن عنبر خاله مذفت في ... جمر الخدود بها آثار دخانا
ومن ذلك قول الشيخ محمد الشمعة
كأنما شعرات الخال حين بدت ... من فوق وجنة من للشمس قد كسفا
دخان قطعة ند فوق جمر غضا ... وثغره العذب للملسوع فيه شفا
وقول الأديب محمد بن عمر العرضي الحلبي
على وجناته خال عليه ... تبدت شعرة زادته لطفا
كقطعة عنبر من فوق نار ... بدا منها دخان طاب عرفا
ومن ذلك قول المولى فضل الله العمادي الدمشقي من أبيات
كأنما شعرة في خال وجنته ... دخان قطعة ند تحتها نار
ومثله للسيد أبي بكر ابن النقيب الحلبي
في خده القاني المضرج شامة ... قد زيد بالشعرات باهر شأنها
كلهيب جمر تحت قطعة عنبر ... قد أوقدت فبدا زكي دخانها
ولأبن سيناء الملك فيما يشبه هذا التشبيه وإن لم يكن منه وهو قوله
سمراء قد أزرت بكل أسمر ... بلونها ولينها وقدها
أنفاسها دخان ند خالها ... وريقها من ماء ورد خدها
ومما رأيته في هذا المعنى قول ابن الشواء
قالوا حبيبك قد تضوع نشره ... حتى غدا منه الفضاء معطرا
فأجبتهم والخال يعلو خده ... أوما ترون النار تحرق عنبرا
وللمترجم
وفي الناس ذو وجهين بل لوجه وذو ... لسانين بالتحريش بل ألسن ألف
وعذراً فقد جبت البلاد لكي أرى ... صديقاً صدوقاً في الوفاء فلم ألف
وله غير ذلك وكانت وفاته في سنة ثلاث وستين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالى.

الصفحة 317