كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 2)

لا أكره الغيبة من حاسد ... يفيدني الشهرة والأجرا
ومثله لأبي حيان
عداتي لهم فضل علي ومنة ... فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتست المعاليا
وقريب منه قول المتنبي
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل
ومدح الحسد ورد في كلام الشعراء كثيراً منه قول بعضهم
فلا خلاك الله من حاسد ... فإن خير الناس من يحسد
وقول الآخر
ولكن على الآلاء كثر حواسدي ... ولا خير في نعمي قليل حسودها
وللمترجم قوله
إن احتجاب جماله متعذر ... إذ عم كل الكون نور سنائه
لكن تواري غيرة أن لا يرى ... من لم يذق للعشق من قتلائه
هو من قول الفاضل إبراهيم بن عبد الرحمن السؤالاتي
في أزرق الملبوس مر معذبي ... متمائلاً كالغصن في خيلائه
ورقي دخان التبغ غشى وجهه ... من فيه مثل الغيم يوم شتائه
وكأنه لما بدا من شرقه ... بدر تبدي في أديم سمائه
ستر الجمال عن العيون مخافة ... أن لا تكون الناس من قتلائه
وللمترجم
وجائر الحكم أمسى ... يقول والقلب حائر
قصدي أهاجر صفني ... فقلت يا حب هاجر
هو من قول القطب الرباني عبد الغني النابلسي
وأهيف القد وافى ... يقول والشوق وافر
قصدي أسافر صفني ... فقلت يا بدر سافر
ومن شعر المترجم في العذار قوله
حاش لله ليس ذاك عذارا ... انما الوهم قد أراك اعتذارا
بل معاني تلقى لنا كسطور ... قد أبانت عن الهوى أسرارا
أشباكاً صنع الآله براها ... كي تصيد العقول والأفكارا
أو خيالاً سرى برائق خد ... أوهمته خمر اللمى أسكارا

الصفحة 322