كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 2)

أو صحافاً من اللجين توشت ... آي حسن لذي الغرام عذارا
ومثله قول الأديب الماهر الأمير منجك الدمشقي
لقد كتبت يد الرحمن سطراً ... بصدغك ظنه الواشي عذارا
ومن شعر المترجم في النحول قوله
ولو أنني ألقيت في رأس شعرة ... من الجفن لم تشعر بي العين من سقم
لذلك لو مازجت بالجسم نقطة ... من الخط ما امتازت عن الخط في الحجم
ولو رام فرض الجسم مني توهما ... أخو فكرة أعياه ذلك بالوهم
وللشعراء في النحول مبالغات منها قول ابن العميد
لو أن ما أبقيت من جسمي قذا ... في العين لم يمنع من الأعضاء
وقول بعضهم
ولو أنني علقت في رجل نملة ... لسارت ولم تدري بأني تعلقت
ولو نمت في عين البعوض معارضاً ... لما علمت في أي زاوية بت
وقول الأديب سعيد السمان
بادرتني من النوى مدح ... أحرمتني لذائذ الأنس
وبراني ولا أقول ضني ... غير أني خفيت عن نفسي
فانظرن حالتي ترى عجباً ... خارجاً عن اطاقة الأنس
وللمترجم
وخصر خفي لا يكاد إذا مشى ... يلوح لموج قد علا رد فيه
كأن النجوم الزهر أود عن حبه ... وخافت بأن يبدو فدرن عليه
ومن ذلك قول الأديب محمد بن علي الحرفوشي
له خصر بألحاظ ... الورى ما زال منتطقاً
ومن ذلك قول المتنبي
وخصر تثبت الأحداق فيه ... كأن عليه من حدق نطاقا
وقول السرى
أحاطت عيون العاشقين بخصره ... فهن له دون النطاق نطاق
وأصله لعلي بن يحيى من أبيات يغني بها وهي
وجه كان البدر ليلة تمه ... منه استعار النور والاشراقا
وأرى عليه حديقة أضحى لها ... حدقي وأحداق الأنام نطاقا
ونقله الشهاب الخفاجي إلى العذار مضمناً مصراع بيتي المتنبي وأجاد

الصفحة 323