كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

من هو جالسٌ إلى جنب المصلِّي، فهو ممكنٌ. وحديثُ عائشة متعلقٌ بمن هو مُلَفَّفٌ، مع أنه على بعدٍ، فهو بعيدٌ (١).
(و) كان - صلى الله عليه وسلم - (يقرأ) في الصبح (بالستين) آية من القرآن العظيم (إلى المئة) من الآيات وقدرها في رواية الطبراني بسورة: الحاقة، ونحوِها (٢)، وفي لفظ: من الستين إلى المئة (٣). وفي لفظٍ: ما بين الستين إلى المئة (٤).
وقال الكرماني على هذه الرواية: القياس أن تقول ما بين الستين والمئة؛ لأن لفظة "بين" تقتضي الدخول على متعددٍ. قال: ويحتمل أن سكون التقدير: ويقرأ ما بين الستين وفوقها إلى المئة، فحذف لفظة "فوقها" لدلالة الكلام عليه.
وفي سياق الحديث: تأدُّبُ الصغير مع الكبير، ومسارعةُ المسؤول بالجواب، إذا كان عارفًا به، والله الموفق (٥)
* * *
---------------
(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٧).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٩١٤)، عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه -، ووقع عنده: كان يقرأ في الفجر: الواقعة ونحوها من السور.
(٣) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٥٧٤)، وعند مسلم برقم (٤٦١).
(٤) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٥١٦، ٧٣٧)، وعند مسلم (٤٦١)، (١/ ٣٣٨).
(٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٧).

الصفحة 14