كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بأربعةٍ (١).
قال أبو المنهال: (فقال له)؛ أي: لأبي برزة: (أبي) فاعلُ قال: (كيف كلان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي المكتوبة؟)؛ أي: المفروضة.
واستدل به على أن الوتر ليس من المكتوبة؛ لكون أبي برزة لم يذكره. وفيه بحثٌ (٢).
ولفظة: "كان" تشعر عرفًا بالدوام والتكرار، كما يقال: كان فلانٌ يكرم الضيف، وكان فلانٌ يقاتل العدو: إذا كان ذلك دَأْبَه وعادتَه.
والألف واللام في "المكتوبة": للاستغراق؛ ولهذا أجاب أبو برزة - رضي الله عنه - بذكر الصلواتِ كلَّها؛ لأنه فهم من السائل العمومَ (٣).
(قال) أبو برزة - رضي الله عنه -: (كان) - صلى الله عليه وسلم - (يصلي الهجيرَ)؛ أي: صلاة الهجير، والهجير والهاجرة بمعنًى واحدٍ، وهو وقت شدة الحر وقوته (٤).
---------------
(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٧/ ٩)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٨/ ١١٨)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٨/ ٤٩٩)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٤١٩)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (٢/ ٣٢)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٤٩٥)، و"تاريخ بغداد" للخطيب (١/ ١٨٢)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٦٢/ ٨٣)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٥/ ٣٠٥)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٩/ ٤٠٧)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٤٠)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٦/ ٤٣٣)، و"تهذيب التهذيب" له أيضاً (١٠/ ٣٩٩).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٦).
(٣) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (١/ ١٣٧).
(٤) وقد تقدم عن صاحب "العين"، و"القاموس" تفسير معنى الهجير، فلينظر في موضعه.

الصفحة 8