كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)

يا أبا سعيدٍ، لعلَّ عندي عنْ هذا الشيخِ شيئاً ولا أعرفهُ، فقالَ: هو موسى بنُ دينارٍ)) (¬1).
وأخرجَ الحكايةَ بطولها الخطيبُ في "المؤتلفِ" من طريقِ الحاكمِ بسندٍ آخرَ، عن عمرٍو بنِ عليٍّ (¬2).
قولهُ: (أصل كتابٍ صحيحٍ) (¬3) هوَ بالإضافةِ، وهو من بابِ إضافةِ العامِ إلى الخاصِ؛ لأنَّ الأصلَ أعمُّ من أنْ يكونَ كتاباً أو غيرَهُ فهو مثلُ يومِ الأحدِ، ويجوزُ أنْ يكونَ ((أصلٌ)) منوناً، و ((كتابٌ صحيحٌ)) بياناً لهُ، واللهُ أعلم.
قولهُ: (بعلمٍ صحيحٍ) (¬4) مُرادُ الشيخِ بسوقِ (¬5) ذلك عن ابن حبانَ، وغيرهِ، أنَّ الذي بحثَهُ ابنُ الصلاحِ صادفَ المنقولَ عنْ أهلِ الفنِّ، قالَ في " النكتِ "
: ((وقيّدَ أيضاً بعضُ المتأخرينَ ذلكَ بأنْ يكونَ الذي بَيَّنَ لهُ غلطهُ عالماً عندَ المبيَّنِ لهُ. أمّا إذا كانَ ليس بهذهِ المثابةِ عندهُ فلا حرجَ إذن)) (¬6). انتهى كلامُ " النكتِ ".
وهذا لا يحتاجُ إليه بعدَ التقييدِ بأنْ يعلمَ الغلطَ. وقولُ ابنِ حبانَ: ((إنَّهُ كذابٌ)) وجههُ: أنَّ الكذبَ هو الإخبارُ بما لا يطابقُ الواقعَ، وهذا إذا عَلِمَ الخطأَ ثم ذَكرَهُ بعدَ ذلكِ فقد تعمّدَ حكايةَ ما لا يطابقُ الواقعَ (¬7)، وهذا هوَ الكذِبُ بعينهِ.
قولهُ: (هذه الشروطُ) (¬8) عبارةُ ابنِ الصلاحِ: ((عن / 233 ب / اعتبارِ مجموعِ ما بيّنا منَ الشروطِ في رواةِ الحديثِ ومشايخهِ فلمْ يتقيدوا بها في رواياتِهم لتعذّرِ
¬__________
(¬1) الضعفاء 4/ 156 - 157، وانظر: ميزان الاعتدال 1/ 385 - 386.
(¬2) لسان الميزان 6/ 116 - 117.
(¬3) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 367.
(¬4) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 367.
(¬5) في (ف): ((يسوق)).
(¬6) التقييد والإيضاح: 157.
(¬7) من قوله: ((وهذا إذا علم الخطأ .. )) إلى هنا لم يرد في (ف).
(¬8) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 368.

الصفحة 19