كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)

قولهُ: (من صونِ الراوي وسترهِ) (¬1)، أي: لا بدَّ منْ أنْ يكونَ صائناً لعرضهِ، ساتراً لنفسهِ عنِ الأدناسِ وما يعيبهُ عليهِ الأكياسُ (¬2) من الناسِ (¬3).
قولهُ: (مراتب التعديلِ) (¬4) كانَ ينبغي أنْ يقولَ: ألفاظُ التعديلِ، فإنَّ المراتبَ هي الطبقاتِ، فينحلُ إلى أنَّ المراتبَ لها مراتبُ، والطبقاتِ لها (¬5) طبقاتٌ ثمَّ ظهرَ أنَّ الكلامَ صحيحٌ بتقديرِ مراتبِ ألفاظِ التعديلِ، واللهُ أعلم (¬6).
قولهُ: (فأرفعُ التعديلِ ما كَرَّرتهُ) (¬7) جعلَ شيخنا حافظُ العصرِ ابنُ حجر -وهو الحقُّ - أعلى المراتبِ صيغةَ أفعل؛ لما تدلُ عليهِ منَ الزيادةِ، كأن يُقال: فلانٌ أوثقُ الناسِ أو أثبتُ الناسِ.
قولهُ: (إلى الصدقِ ما هو) (¬8) معناهُ عندَ أهلِ الفنِّ أنَّهُ غيرُ مدفوعٍ عنِ الصدقِ. وتحقيق معناها في اللغةِ: أنَّ حرفَ الجرِّ يتعلّقُ بما يصلحُ لتعلقهِ، وهو هنا قريب، فالمعنى: فلانٌ قريبٌ (¬9) إلى الصدقِ، وتحتمل (¬10) ((ما)) أنْ تكونَ نافيةً وحينئذٍ يجوزُ أنْ يكونَ المعنى ما هو قريبٌ منه، فيكونَ نفياً لما أثبتتهُ الجملةُ الأولى، فيفيد مجموعُ العبارةِ في (¬11) التَّردُّد في أمرهِ، ويجوزُ أن يكونَ ما هو بعيداً فيكونُ
¬__________
(¬1) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 368.
(¬2) الأكياس: جمع كيِّس، وهو العاقل. انظر: لسان العرب مادة (كيس).
(¬3) توضيح الأفكار 2/ 260.
(¬4) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 369.
(¬5) لم ترد في (ف).
(¬6) من قوله: ((ثم ظهر)) إلى هنا من (أ) فقط.
(¬7) التبصرة والتذكرة (328).
(¬8) التبصرة والتذكرة (331) و (332).
(¬9) عبارة: ((فالمعنى: فلان قريب)) لم ترد في (ف).
(¬10) في (ف): ((ويحتمل)).
(¬11) لم ترد في (ف).

الصفحة 21