كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)

قولهُ: (وابن ماجه) (¬1)، قالَ شيخُنا: إنْ كانَ مقصودُهُ من خَرَّجَ أصلَ الحديثِ فمُسلِمٌ (¬2) خرَّجهُ فكانَ ينبغي ذكرُهُ، وإنْ كانَ مقصودُهُ مَنْ نَصَّ في روايتِهِ على السنِّ فابنُ ماجه لم يذكرْها (¬3)، فكانَ ينبغي طرحُهُ.
قولهُ: (وهو ابنُ أربع) (¬4)، قالَ: يجمعُ بين الاختلافِ في أنَّها أربعٌ أو خمسٌ / 242ب / بأنَّها كانتْ أربعاً وكسراً، وذلكَ ينفي أنْ يُقالَ: إنَّها كانتْ خمساً وكسراً، فأسقطَ الكسرَ وأطلقَ عليها أنَّها خمسٌ مجازاً.
قولهُ: (وسنُهُ أقلُّ منْ ذلكَ) (¬5)، أي: كعبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ، فإنَّهُ عَقَلَ تَرددَ والدِهِ إلى بني قريظةَ يومَ الأحزابِ كما في "صحيح البخاري" في مناقبِ
الزبيرِ (¬6)، وكانتِ الأحزابُ سنةَ أربعٍ، وقيلَ: سنةَ خمسٍ؛ فيكونُ لهُ منَ العمرِ سنتانِ، أو ثلاثٌ وأشهرٌ (¬7)؛ لأنّهُ وُلِدَ في الثانيةِ منَ الهجرةِ، عَزَى ذلكَ إلى الزركشيِّ، ونقلَ عن شيخِنا أنَّهُ قالَ: ((الذي يظهرُ أنَّه ولِدَ في الأولى))، وأمّا الأحزابُ فذكرَ أيضاً أنَّها كانتْ سنةَ ستٍّ.
قولهُ: (فرجلُ) (¬8) في الكلامِ تقديمٌ وتأخيرٌ تقديرُهُ، وقيلَ لأحمدَ بنِ حنبلٍ: متى يجوزُ سماعُ الصبيِّ للحديثِ (¬9)؟ قالَ: إذا عقلَهُ وضبطَ، قيل له: فرجلٌ
¬__________
(¬1) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 382.
(¬2) صحيح مسلم 2/ 127 (657) (265).
(¬3) لفظ الحديث عند ابن ماجه: ((عن محمود بن الربيع وكان قد عَقَلَ مَجَّةً مَجَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دَلْوٍ من بئرٍ لهم)).
(¬4) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 383.
(¬5) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 383.
(¬6) صحيح البخاري 5/ 27 (3720)، وأخرجه أيضاً: مسلم 7/ 128 (2416).
(¬7) انظر: فتح الباري عقب الحديث (3720).
(¬8) التبصرة والتذكرة (360).
(¬9) ارجع إلى تفصيل ذلك في نكت الزركشي 3/ 468 - 470.

الصفحة 39