كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)

قال ... إلى آخرِه.
قالَ شيخُنا: ((وهذا الرجلُ يحيى بنُ معينٍ، ذَكرهُ الخطيبُ)) (¬1) هكذا حفظتُهُ من شيخِنا، ورأيتُ بخطِّ بعضِ أصحابِنا عنْ شيخِنا أنَّهُ يحيى بنُ سعيدٍ، فالله أعلم.
قولهُ: (بينَ البقرةِ والحمارِ) (¬2) قالَ شيخُنا: ((الذي يظهرُ أنَّهُ على سبيلِ المثالِ)) (¬3) وبقيَ في المسألةِ قولٌ خامسٌ، وهو التفرقةُ بينَ العربيِّ والعجميِّ حكاهُ السِلفيُّ في كتابِهِ في " الإجازةِ " ولفظُهُ على ما نُقلَ عنهُ: ((وأكثرُهم على أنَّ العربيَّ يصحُّ سماعُهُ إذا بلغَ أربعَ سنينَ، واحتجوا بحديثِ محمودِ بنِ / 243أ / الربيعِ، وأنَّ العجميَّ إذا بلغَ ستّ سنينَ)) (¬4) وكتابه هذا مرويٌّ منْ طريقِ الدمياطي، أخبرنا (¬5) ابنُ رَوَاج (¬6) سماعاً، أخبرنا السِلفيُّ سماعاً بالثغر. وفيها قولٌ سادسٌ نقلَ عنِ الإمامِ سراجِ الدينِ عمرَ بنِ الملقنِ في كتابِ الصلاةِ منْ (¬7) شرحِهِ " للتنبيهِ " قال: ((وحُكيَ عن اليحصبيِّ أنَّه إذا صارَ الصبيُّ يعدُّ منْ واحدٍ إلى عشرينَ كان مُميزاً)) وفي " شرحهِ للمنهاجِ " قالَ القاضي أبو الطيبِ: ومنْ أصحابِنا مَنْ قال: لا يتقدر ذلكَ بمدَّةٍ -يعني: أمرَ الصبيِّ بالصلاةِ- بل متى حصلَ التمييزُ، وهو كما قالَ بعضُهم: أنْ يعدَّ
¬__________
(¬1) الكفاية (113ت، 61هـ‍).
(¬2) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 384.
(¬3) توضيح الأفكار 2/ 294.
(¬4) نكت الزركشي 3/ 464، ولكن الذي فيه أنَّ العجمي يصح سماعه إذا بلغ سبع سنين، أما في " تدريب الراوي " 2/ 7 فقد نقل عن السلفي أنَّ العجمي يصح سماعه إذا بلغ ست سنين.
(¬5) القائل: ((أخبرنا)) هو الدمياطي، رحمه الله.
(¬6) مُسند الإسكندرية، رشيد الدين أبو محمد عبد الوهاب بن رواج، ولد سنة (554) هـ، كان فقيهاً فطناً، متواضعاً، صحيح السماع، انقطع بموته شيء كثير، توفي سنة (648) هـ بالثغر.
انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 237 - 238.
(¬7) في (ف): ((في)).

الصفحة 40