كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)
والنسائيّ وابن منده وابن حبانَ، قال: وعكسهُ أبو نعيمٍ فكانَ يقولُ فيما قرأهُ على الشيوخِ أو سمعه: حدثنا، وفي (¬1) الإجازةِ: أخبرنا.
قولهُ: (وذُكِرَ عن محمدٍ) (¬2) عبارةُ ابنِ الصلاحِ: ((وذكرَ الخطيبُ)) (¬3).
قولهُ: (مما سمعتَ) (¬4)، أي: قالَ محمدُ بنُ رافعٍ: فما سمعتَ معَ هؤلاءِ، قالَ فيه عبد الرزاق: حدثنا.
قولهُ: (بما قُرئَ على الشيخِ) (¬5)، قالَ ابنُ الصلاحِ بعدَهُ: ((ثمَّ يتلو قولَ ((أخبرنا)) قولُ ((أنبأنا)) و ((نبَّأنا))، وهو قليلٌ في الاستعمالِ، وقالَ: ((حدثنا)) و ((أخبرنا)) أرفعُ منْ ((سمعتُ)) منْ جهةٍ أخرى، وهي: أنَّه ليسَ في ((سمعتُ)) دلالةٌ على أنَّ الشيخَ روَّاهُ (¬6) الحديثَ وخاطبهُ بهِ، وفي ((حدَّثنا)) و ((أخبرنا)) دلالةٌ على أنَّهُ خاطبَهُ بهِ وروَّاه له، أو هو ممنْ فُعلَ به ذلك.
سألَ الخطيبُ (¬7) شيخَهُ أبا بكرٍ البَرْقانيَّ (¬8) الفقيهَ الحافظَ عن السرِّ في كونِهِ يقولُ لهم فيما رواهُ عن أبي القاسمِ عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ الجُرْجاني
¬__________
(¬1) في (ب): ((في)) بدون الواو.
(¬2) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 389.
(¬3) معرفة أنواع علم الحديث: 252، وانظر: الكفاية (415 ت، 286 هـ).
(¬4) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 389.
(¬5) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 389.
(¬6) جاء في حاشية (أ): ((أي: أذن له أنْ يرويه عنه)).
(¬7) الكفاية (417 ت، 287 هـ).
(¬8) قال الزركشي في " نكته " 3/ 487: ((مثل هذه الحكاية ما روي عن النسائي أنه فيما رواه عن الحارث بن مسكين يقول: قراءة عليه وأنا أسمع، ولا يقول: أخبرنا، ولا حدثنا، فإن الحارث كان يتولى قضاء مصر، وبينه وبين النسائي خشونة لم يمكنه حضور مجلسه، فكان يتستر في موضع، ويسمع حيث لا يراه أحد، فلذلك تورع وتحرى)).