كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)
قالهُ الشيخُ هنا منْ عدمِ سماعِهِ منْ مالكٍ: ((وقد ذكرَ الأميرُ أبو نصرِ بنُ ماكولا: أنَّ محمدَ بنَ سلامٍ سمعَ منْ مالكِ بنِ أنسٍ)) (¬1)، قالَ: ويمكنُ الجمعُ بينَهما بأنْ يكونَ سمعَ منه بعد ذلك ما حدّث به منْ لفظِهِ.
قولهُ: (بحديثِ ضِمامِ بنِ ثعلبةَ) (¬2) وهوَ ما رَواهُ الشيخانِ (¬3) وغيرهما (¬4) عن أنسِ بنِ مالكٍ، وغيرهِ (¬5) من الصحابة - رضي الله عنهم -، قال: ((بَينما نَحنُ جُلوسٌ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في المسجدِ دخلَ رجلٌ على جملٍ فأناخَهُ في /245 ب/ المسجدِ، ثُمّ عَقَلَهُ، ثم قالَ: أيُّكم محمدٌ؟ - والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - متكئٌ بين ظَهرانيهم - فقلنا: هذا الرجلُ الأبيضُ المتكئُ، فقالَ لهُ الرجلُ: ابنُ عبدِ المطلبِ، فقالَ لهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: قد أجبتُكَ، فقالَ الرجلُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬6): إنِّي سائلُكَ فَمُشددٌ عَليكَ في المسألةِ فلا تجدْ عليَّ في نفسِكَ، فقالَ: سلْ عما بدا لكَ، فقالَ: أسألُكَ بربِّكَ وربِّ (¬7) مَنْ قبلكَ آللهُ أرسلكَ إلى الناسِ كلهم؟ قالَ: اللهمَّ نَعَم ... )) الحديثَ في سؤالِهِ عن شرائعِ الدينِ والإجابةِ عنها، فلما فَرغَ قالَ: ((آمنتُ بما جئتَ بهِ، وأنا رسولُ مَنْ ورائي من قومي وأنا ضِمامُ بنُ ثعلبةَ أخو بني سعدِ بنِ بكرٍ))، وفي روايةٍ للإمامِ أحمدَ (¬8) عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: أنَّهُ لما رجعَ إلى قومِهِ اجتمعوا إليه فأبلغهم، قالَ: فواللهِ ما أمسى منْ ذَلِكَ اليومِ في حاضِرِه رجلٌ ولا امرأةٌ إلا مُسلماً.
¬__________
(¬1) انظر: الإكمال 4/ 405.
(¬2) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 393.
(¬3) صحيح البخاري 1/ 24 (62)، وصحيح مسلم 1/ 32 (12) (10).
(¬4) منهم: أحمد 3/ 168، وأبو داود (486)، وابن ماجه (1402).
(¬5) منهم: ابن عباس - رضي الله عنه -.
(¬6) من قوله: ((قد أجبتك ... )) إلى هنا لم يرد في (ف).
(¬7) في (ب): ((وبرب)).
(¬8) مسند أحمد 1/ 264.