كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)
قولهُ: (وأنا) (¬1) بإثبات الألفِ؛ لضرورةِ الوزنِ معَ جوازِ ذلك في السعةِ؛ لأنَّ بعدَها همزةٌ في مثلِ قراءةِ المدنيينِ: نافعٍ وأبي جعفر ٍ {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} (¬2) {وَأَنَا أَوَّلُ} (¬3) سواءٌ كانت مضمومةً أو مفتوحةً، وأمّا المكسورةُ مثل: {أَنَا إِلاَّ} (¬4) ففيها خلافٌ عَنْ قالون (¬5)، هذا في الوصلِ، وأمّا في الوقفِ فلا خلافَ في إثباتها لجميعِ القرّاءِ.
قولهُ: (الشافعي) (¬6) مخالفٌ في القافية للذي قبلَهُ فإنَّ هذا من المتداركِ، وهو مؤسسٌ، و ((الأوزاعيُّ)) منَ المتواترِ (¬7) المردفِ، والمخالفةُ في القافيةِ تقعُ كثيراً لهُ ولغيرِهِ من ناظمي العلم.
قولهُ: (لأهله) (¬8) الضميرُ للتجويزِ المضمن لقولهِ: ((قد جوّزوا)) (¬9) وأبدلَ منَ المضافِ ((أهلَ الأثرِ)) لكثرةِ القائلينَ بهذا، كأنَّ غيرَهم لا عبرةَ بهم، فإنَّ محمدَ بنَ الحسنِ التميميَّ الجوهريَّ المصريَّ قالَ كما نقلَهُ عنهُ ابنُ الصلاحِ: ((إنَّ هذا مذهبُ
¬__________
(¬1) التبصرة والتذكرة (384).
(¬2) البقرة: 258، وانظر: معجم القراءات القرآنية 1/ 197.
(¬3) الأنعام: 163، وانظر: معجم القراءات القرآنية 2/ 341.
(¬4) الأعراف: 188، وانظر: معجم القراءات القرآنية 2/ 427.
(¬5) مقريء المدينة، الإمام المجود النحوي، أبو موسى، عيسى بن مِينا، مولى بني زريق، يقال: كان ربيب نافع، فلقبه قالون؛ لجودة قراءته، كان شديد الصمم، وكان ينظر إلى شفتي القاريء ويَرُدُّ، توفي سنة (220) هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء 10/ 326 - 327.
(¬6) التبصرة والتذكرة (391).
(¬7) المتواتر: حرف متحرك بين ساكنين. الكافي في العروض والقوافي: 148.
(¬8) التبصرة والتذكرة (394).
(¬9) التبصرة والتذكرة (392).
الصفحة 49