كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)

شاكٌّ، فقد يكونُ كذباً، وكذا ((أخبرنا)) و ((أخبرني)) فالاحتياط أنْ يقولَ إذا شكَّ في ((حدثنا)) و ((حدثني)): حدَّثَ فلانٌ من لفظِهِ وأنا / 249أ / أسمعُ، وإذا شكَّ في ((أخبرنا)) و ((أخبرني)) فَلْيَقُلْ: قُرِئ على فلانٍ وأنا أسمعُ، وهو أحسنُ عندي من ((قَرَأْنا)).
قولهُ: (والأصل: أنَّه لم يَقرَأْ) (¬1) قال الشيخُ في " النكت ": ((هذا إذا مشينا على ما ذَكرَهُ المصنفُ تبعاً للحاكم: أنَّ القارئ يقولُ: أخبرني، سواءٌ سمعَ بقراءتِهِ غيره (¬2) أم لا، أمّا إذا قُلنا: بما جزمَ به ابنُ دقيقِ العيدِ في " الاقتراحِ " (¬3) من أنَّ القارئَ إذا كانَ معه غيرُهُ يقولُ: أخبرنا، فيتجهُ (¬4) أنْ يُقالَ: الأصلُ عدمُ الزائدِ، لكن الذي ذَكرَهُ ابنُ الصلاحِ هوَ الذي قالَه عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ، وأبو عبدِ اللهِ الحاكمُ، وهو المشهورُ، والله أعلمُ)) (¬5).
قولهُ: (فيقولُ فيه: قرأنا على فلانٍ) (¬6) قالَ في " النكت " (¬7): ((فإنَّه يصحُّ (¬8) إتيانُهُ بهذه الصيغةِ فيما قرأهُ بنفسه، وفيما سمعَهُ بقراءةِ غيرِهِ)). انتهى. وفيه أنَّه يكونُ مُعظِّماً (¬9) لنفسِهِ إذا كان الواقعُ أنَّه وحدهُ.
¬__________
(¬1) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 404.
(¬2) في " التقييد والإيضاح ": ((بقراءته معه غيره)).
(¬3) الاقتراح: 226 و228.
(¬4) في " التقييد والإيضاح ": ((فيتجه حينئذٍ)).
(¬5) التقييد والإيضاح: 173.
(¬6) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 404.
(¬7) التقييد والإيضاح: 173 - 174.
(¬8) في " التقييد والإيضاح ": ((يسوغ)).
(¬9) في (ب): ((تعظيماً)).

الصفحة 56