كتاب النكت الوفية بما في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)
" الإلماعِ " (¬1): ما أحسبهم اختلفوا ... )) (¬2) إلى آخرهِ.
قولهُ في قولهِ: (والرابعُ) (¬3): (جَمَلَهُم) (¬4)، أي: جَمَعَهُم، يُقالُ: جملَ الشيءَ إذا جمعَهُ، والحسابَ، أي: ردَّهُ إلى الجملةِ (¬5).
قوله: (في قصة خطبة عائشة رضي الله عنها) (¬6) قالَ شيخُنا: ((خُطبتُها في مسندِ الحارثِ بنِ أبي أسامةَ)). انتهى.
وقد راجعتُ زوائدَ المسانيدِ العشرةِ لشيخِنا الإمامِ شهابِ البوصيريِّ التي منها مسندُ الحارثِ فلمْ أرَ فيها هذا اللفظَ، والذي ظننتُ أنَّه هذه الخُطبةُ ما عزاهُ إلى مُسندي الحارثِ وإلى ابن أبي عُمرَ، أنَّ عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: ((لما قُبضَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ارتدت العربُ قاطبةً واشرأَبَّ النفاقُ في المدينةِ، وعادَ أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - كأنَّهم معزى مطيرةٌ في حفشٍ، فواللهِ لو نزلَ بالجبالِ الراسياتِ ما نزلَ بأبي لهاضها، فواللهِ ما اختلفوا في نقطةٍ إلا طارَ أبي بحظِها وغنائِها في الإسلامِ، وذكرَتْ عمرَ
- رضي الله عنه -، فقالت: ومَنْ رأى ابنَ الخطابِ عَلِمَ أنَّه خُلقَ غناءً للإسلامِ، كانَ واللهِ أحوذياً (¬7)، نسيجَ وحدِهِ، قد أعدَّ للأمورِ أقرانَها، ما رأيتُ مثلَ خُلُقِهِ، حَتَّى عَدَّتْ سبعَ خصالٍ)) قالَ الراوي: لا أحفظُها (¬8). (¬9)
¬__________
(¬1) الإلماع: 101.
(¬2) التقييد والإيضاح: 182.
(¬3) التبصرة والتذكرة (458).
(¬4) التبصرة والتذكرة (462).
(¬5) القاموس المحيط مادة: ((جمل)).
(¬6) شرح التبصرة والتذكرة 1/ 421.
(¬7) رجل أحوذي: أي: يسوق الأمور أحسن مساق؛ لعلمه بها. أساس البلاغة مادة ((حوذ)).
(¬8) خطبة عائشة رضي الله عنها أخرجها: الطبراني في " الكبير " 23/ (300) مطولة. وأخرجها: البيهقي في " السنن الكبرى " 8/ 200 مختصرة.
(¬9) من قوله: ((قوله: في قصة خطبة)) إلى هنا لم يرد في (ف).