كتاب التعليق الممجد على موطأ محمد (اسم الجزء: 2)

فَقَالَ: أَتَانَا (¬1) رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ مَعَنَا فِي مَجْلِسِ ابْنِ عُبادة (¬2) ، فَقَالَ بَشِيرُ (¬3) بْنُ سَعْدٍ أَبُو النُّعْمَانِ: أَمَرَنَا (¬4) اللَّهُ أَنْ نصلِّي عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ نصلِّي عَلَيْكَ (¬5) ؟ قَالَ: فصَمَت (¬6) رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تمنَّيْنا (¬7) أَنَّا لم نسألْه (¬8) . قال: قولوا (¬9) : اللهمّ (¬10) صلِّ
¬__________
(¬1) قوله: أتانا ... إلى آخره، قال الباجي: فيه أنَّ الإِمام يخصّ رؤساء الناس بزيارتهم في مجالسهم تأنيساً لهم.
(¬2) في نسخة: سعد بن عبادة، هو سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثة الأنصاري، مات بأرض الشام سنة 15 هـ، وقيل غير ذلك، كذا في التقريب.
(¬3) قوله: بشير بن سعد، هو بشير - بفتح الموحدة - ابن سَعْد - بسكون العين - ابن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، صحابي جليل بدري والد النعمان بن بشير، استشهد بعين التمر، كذا ذكره الزرقاني.
(¬4) بقوله: {صلُّوا عَلَيْه وسَلِّموا تَسْلِيْماً} (سورة الأحزاب: الآية 56) .
(¬5) زاد الدارقطني: إذا نحن صلَّيْنا عليك في صلاتنا.
(¬6) أي سكت زماناً طويلاً، قوله: فصمت، يحتمل أن يكون سكوتُه حياءً وتواضعاً، ويحتمل أن ينتظر ما يأمره الله به من الكلام الذي ذكره.
(¬7) أي وددنا.
(¬8) أي كرهنا سؤاله مخالفة أن يكون كرهه وشقّ عليه.
(¬9) قوله: قولوا، الأمر للوجوب اتفاقاً، فقيل: في العمر مرة واحدة، وقيل في كل تشهّد يعقبه سلام، وقيل كلما ذُكر.
(¬10) قوله: اللهم صلِّ على محمد، أي عظِّمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار

الصفحة 71