عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا (¬1) ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ (¬2) لاسْتَبَقُوا (¬3) إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَة (¬4) والصبح (¬5) لأَتَوْهُما (¬6) ولو حَبْواً (¬7) .
¬__________
(¬1) قوله: لاستهموا، قد روى سيف بن عمر في كتاب "الفتوح" والطبراني عن شقيق قال: افتتحنا القادسية صدر النهار، فتراجعنا وقد أصيب المؤذن فتشاحّ الناس في الأذان بالقادسية، فاختصموا إلى سعد بن أبي وقاص، فأقرع بينهم، فخرجت القرعة لرجل منهم فأذَّن.
(¬2) قوله: ما في التهجير، هو التبكير إلى الصلاة أيِّ صلاة كانت كما قاله الهرويّ وغيره، وخصَّه الخليل بالجمعة، وقال النووي: الصواب هو الأول، وقال الباجي: التهجير التبكير إلى الصلاة في الهاجرة وذلك لا يكون إلاَّ في الظهر والجمعة.
(¬3) قوله: لاستبقوا، قال ابن أبي جمرة: المراد الاستباق معنىً لا حسّاً لأنَّ المسابقة على الأقدام حسّاً تقتضي السرعة في المشي وهو منهيٌّ عنه.
(¬4) أي العشاء، قوله: ما في العتمة، قال النووي: قد ثبت النهيُ عن تسمية العشاء عَتَمة، والجواب عن هذا الحديث بوجهين: أحدهما: أنه بيان للجواز، والثاني: وهو الأظهر أن استعمال العَتَمة ههنا لمصلحة ونَفْيِ مفسدة، لأن العرب تستعمل لفظ العشاء في المغرب، فلو قال ما في العشاء لحملوها على المغرب وفسد المعنى.
(¬5) أي في حضورهما.
(¬6) ولم يلتفتوا إلى عذر مانع.
(¬7) قوله: ولو حبواً، أي ولو كان الإِتيان حبواً - بفتح مهملة وسكون موحدة - مصدر حبا يحبو إذا مشى الرجل على يديه وبطنه والصبي مشى على إسته، وأشرف بصدره.