كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 2)

الملفَّف: المغطَّى. والتمحيص: الاختبار. قال تعالى:) وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الذِينَ آمَنُواْ ويَمْحَقَ الكَافِرِينَ (.
وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر أيضا:
أنَّى يكونُ أخاً أوْ ذا محافظةٍ ... مَن كنتَ في غَيبهِ مُستشعراً وَجَلا
إذ تغيَّب لم تَبرحْ تظنُّ بهِ ... سُوءاً وتسألُ عمَّا قال أو فَعلا
وهذا من جيّد الشعر.
واستشهد جعفر رضي الله عنه يوم مؤته، وقُطعت يداه، فأبدله الله بهما جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء منها.
وأما عليٌّ فيأتي ذكره بعد في الخلفاء الأربعة.
وأما أمُّ هانئ: فكانت تحت هُبَيرة بن أبي وهب المخزوميُّ، كما ذكرت قبل. وأسلمت عام الفتح. وحديث ركعات الضُّحى عليها مداره. مالك: عن أبي النَّضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مُرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره أنه سمع أمّ هانئ بنت أبي طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وفاطمة ابنته تستره بثوب قالت: فسلَّمت. فقال: " من هذه؟ " فقلت: أمُّ هانئ بنت أبي طالب. فقال: " مرحبا بأمُّ هانئ ". فلما فرغ من غسله قام فصلَّى ثماني ركعات مُلتحفا في ثوب واحد، ثم انصرف. فقلت: يا رسول الله زعم ابن أمِّي عَلي أنه قاتلٌ رجلا أجرته فلان ابن هبيرة. فقال وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد أجرنا مَن أجَرتِ يا أمُّ هانئ ". قالت أمّ هانئ: وهذا ضحى. الذي أجارت أمُّ هانئ هو ابنها جَعْدَة بن هُبيرة. وخرَّج مسلم هذا الحديث من طرق عن أمِّ هانئ، وأحد طرفيه عن يحيى بن يحيى التَّميميَّ، عن مالك كما في الموطأ.

الصفحة 43