كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 2)

وأوصى عمر بعد موته إلى حفصة، أوصت حفصة إلى عبد الله بن عمر بما أوصى إليها عمر بصدقة تصدَّقت بها بمال وقفته بالغابة. وتوفيت في جمادى سنة إحدى وأربعين، كذا قال أبو معشر. وقال غيره: تُوفيت حفصة سنة خمس وأربعين.
ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية العامرية لم يختلفوا في نسبها كانت تُدعى أمَّ المساكين في الجاهلية. وكانت تحت عبد الله بن جحش قُتل عنها يوم أحد. قال ذلك ابن شهاب. وقال أبو الحسن عليُّ بن عبد العزيز الجُرجانيُّ النسَّابة: كانت زينب بنت خزيمة عند طُفيل بن الحارث بن عبد المطَّلب، ثم خلف عليها أخوه عُبيدة بن الحارث قال: وكانت زينب بنت خُزيمة أخت ميمونة بنت الحارث لأمها. وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث. ولم تلبث عنده إلا بسيرا شهرين أو ثلاثة. وتوفيت في حياته.
ثم أمُّ سَلَمَة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظَة ابن مُرَّة بن كعب بن لؤي، وأبوها أبو أمية اسمه حُذيفة، وكان يقال له زاد الراكب لأنه كان إذا سافر في ركب ينفق من ماله على كلِّ من فيه يجعل زادهم عليه. وكان أخوتها لأبيها خمسة: زهير والمهاجر وعبد الله وعامر ومسعود.
فأما زهير بن أبي أمية فكان أحد الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبت قريش بينهم وبين أهل الشِّعب بني هاشم وبني المطَّلب. وكان من المؤلفة قلوبهم. أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حُنين مئة بعير. وأما المهاجر بن أبي أمية فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث بن عبد كُلال الحميريِّ ملك اليمن. وأما عبد الله بن أبي أمية فكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو الذي قال: لن نؤمن حتى تُفجِّر لنا من الأرض ينبوعا، إلى: أو يكون لك بيت من زخرف.. الآية. ثم خرج إلى النبي

الصفحة 65